• الفهرس
  • عدد النتائج:

الخصيصة بروحه معتدلا ، وكان اجتماع أسطقسّاته هنا حال انتشاء بدنه واقعا على هيئة متناسبة في الاعتدال ، فجمع بالاعتدال الغيبي الأصلي المذكور ، بين الاعتدال الروحاني والطبيعي المثالي والحسّي ، كانت (١) أحواله وأفعاله وتصوّراته واقعة جارية على سنن الاعتدال والاستقامة. سواء كانت تلك الأفعال والآثار من الأمور الزائلة أو الثابتة إلى أجل أو دائما.

وكلّ شيء يصدر منه صدورا معتدلا فهو في سيره من ربّه آتيا وعائدا يمشي مشيا مستقيما على الصراط السوي ، بسيرة مرضيّة ، وتطوّرات معتدلة رضيّة في نفس الأمر عند الله.

ومن انحرف عن هذه النقطة الوسطيّة المركزيّة ، التي هي نقطة الكمال في حضرة أحديّة الجمع ، فالحكم له وعليه بحسب قرب مرتبته من هذه وبعدها فقريب وأقرب وبعيد وأبعد ، وما بين الانحراف التامّ المختصّ بالشيطنة وهذا الاعتدال الإلهي الأسمائي الكمالي يتعيّن مراتب أهل السعادة والشقاء ، فللاعتدال الطبيعي السعادة الظاهرة ـ على اختلاف مراتبها ـ والنعيم المحسوس ، ويختصّ بالمرتبة الأولى من مراتب الهداية وبجمهور أهل الجنّة.

وللاعتدال الروحاني باطن الهداية في الرتبة (٢) من ربّها ، ويختصّ بالأبرار.

ومن غلبت عليه الأحكام الروحانيّة من الأولياء ، كقضيب البان (٣) وأمثاله ، فبعلّيّين. (٤) وأصحاب الاعتدال الأسمائي الغيبي الإلهي هم الكمّل المقرّبون ، أهل التسنيم ، وخزنة مفاتيح الغيب ، ويختصّ بهم المرتبة الثالثة من مراتب الهداية الكاملة الآتي ذكرها عن قريب.

وينقسم أهل الهداية الظاهرة والباطنة المذكورين (٥) على أقسام عددها على عدد الأولياء الذين هم على عدد مراتب الاعتدال الطبيعي والروحاني ، وهي تزيد على الثلاثمائة بمقدار قليل ، من حيث أصول هذه الأقسام. وأمّا من حيث أمّهات الأصول

__________________

(١) جواب «من».

(٢) ه : الرتبة الثانية.

(٣) هو عبد الله بن محمّد ، حجازيّ كان حسن الخطّ. قتل (١٦٨٤) له «نظم الأشباه الفقهية» و «حلّ العقال». المنجد قسم الأعلام.

(٤) كان في الأصل : وبعليين.

(٥) كذا في الأصل. والصحيح : المذكورون ـ صفة للأهل ـ أو المذكورتين ـ للهدايتين ـ.