حرمة نبيّهم بقتل بنيه ، وسبي ذراريه ، وأساؤوا الصنع فيهم بما لم يسبقهم إليه أحدٌ من الملل السابقة مع ما أكّد النبيّ صلىاللهعليهوآله في حقّهم من الوصيّة بودادهم ومحبّتهم ، حتّى جعل ذلك أجراً على تعباته ومحنه في النبوّة كما قال : (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ) (١) .
فليت شعري ماذا كانوا يصنعون لو أمرهم ببغض العترة ونصب العداوة لهم أو يمكنهم الزيادة على ما صنعوا ؟ كلّا ما قدروا على أزيد ممّا صدر عنهم من الظلم والطغيان ومعصية الرحمان .
ولنعم ما قيل :
قد أبدلوا الودَّ في القربىٰ ببغضهم |
| |
| كأنّما ودّهم في الذكرِ بغضاءُ | |
وقيل أيضاً :
_________________________________________________
فقام وصار إلى السلّم وهم حوله تتمسّح بثيابه ، فلمّا وضع رجله على أوّل درجة ينقلب إليها وأشار بيده أن ترجع فرجعت وصعد ثمّ قال : كلّ مَن زعم أنّه من ولد فاطمة عليهاالسلام فليجلس في ذلك المجلس . فقال لها المتوكّل : انزلي . قالت : الله الله ادّعيتُ الباطل ، وأنا بنت فلان حملني الضرُّ على ما قلتُ .
قال المتوكّل : القوها إلى السباع ، فبعثت والدته فاستوهبتها منه فأحسن إليها .
وللمزيد وللتفصيل راجع الخرائج للراوندي ، ومدينة المعاجز للبحراني سوف تجد أمثال هذه الرواية بالعشرات .
١ ـ الشورى : ٢٣ ، حيث أخرج السيوطي في الدرّ المنثور ج ٦ ، ص ٧ ، ط : مصر ، عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت هذه الآية (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ) قالوا : يارسول الله مَن قرابتُكَ هؤلاء الذين وجبت مودّتهم ؟ قال صلىاللهعليهوآله : عليّ وفاطمة وولداها .