[الفصل الثاني عشر]
ل ـ فصل (١)
فى اقسام احوال العلل
إن كل واحد من العلل قد يكون بالذات وقد يكون بالعرض ، وقد يكون قريبا وقد يكون بعيدا (٢) ، وقد يكون خاصا ، وقد يكون عاما ، وقد يكون جزئيا ، وقد يكون كليا ، وقد يكون بسيطا ، وقد يكون مركبا وقد يكون بالقوة ، وقد يكون بالفعل ؛ وقد يتركب (٣) بعض هذه مع بعض.
ولنصور هذه الأحوال أولا في العلة الفاعلية ، فنقول : إن العلة الفاعلة (٤) بالذات هى (٥) مثل الطبيب إذا عالج والنار إذا سخنت ، وهو أن تكون العلة مبدأ لذات الفعل وأخذت (٦) من حيث هى مبدأ له. والعلة الفاعلة (٧) بالعرض ما خالف ذلك. وهو على أصناف : من ذلك أن يكون الفاعل يفعل فعلا ، فيكون (٨) ذلك الفعل مزيلا لضد ممانع ضده ، فيقوى الضد الآخر فينسب إليه فعل الضد الآخر ، مثل السقمونيا إذا برد بإسهال الصفراء ، أو يكون الفاعل مزيلا لمانع شيئا عن فعله الطبيعى ، وإن لم يكن يوجب مع المنع ضدا مثل مزيل الدعامة عن هدف فإنه يقال إنه هو هادم الهدف (٩). ومنه أن يكون الشيء الواحد معتبرا باعتبارات لأنه ذو صفات ، ويكون من حيث له واحدة منها مبدأ بالذات لفعل (١٠) فلا ينسب إليها ، بل إلى بعض المقارنة لها ، كما يقال : إن الطبيب يبنى ، أى الموضوع الذي للطبيب هو بناء ، فيبنى لأنه بناء لا لأنه طبيب. أو يؤخذ (١١) الموضوع وحده غير مقرون (١٢) بتلك الصفة ، فيقال : إن الإنسان يبنى ، ومن ذلك أن يكون الفاعل بالطبع أو الإرادة متوجها إلى غاية ما (١٣)
__________________
(١) فصل : فصل ل ب ؛ الفصل الثاني عشر م.
(٢) وقد يكون بعيدا : ساقطة من م.
(٣) يتركب : تركب م.
(٤) الفاعلة : الفاعلية ، م.
(٥) هى : هو د ، سا.
(٦) وأخذت : وأخذ سا ، ط ، م
(٧) الفاعلة : الفاعلية ط.
(٨) فيكون : ويكون سا ، ط ، م.
(٩) الهدف : + وإنما انهدم لنقله بالذات ط.
(١٠) لفعل : + فعلا ط.
(١١) يؤخذ : يوجد سا ، م
(١٢) مقرون : مقترن سا ، ط ، م.
(١٣) ما : ساقطة من سا.