ومن المجاز : مفازة هازئة بالرَّكب أي فيها سرابٌ ، وهَزّاءة بهم ، والسراب يهزأ بالقوم ويتهزّأ بهم. وغداة هازئة : شديدة البرد كأنّها تهزأ بالنّاس حين يعتريهم الانقباض والرِّعدة والرنين ونحوها.

هزج ـ هَزِجَ المغنّي في غنائه والقارئ في قراءته إذا طرّبا في تدارك الصوت وتقاربه. وله هَزَجٌ مُطَرِّبٌ وأهازيجُ ، كقولك : أغانيّ ؛ قال الشمّاخ :

يكلّفها أن لا يخفِّض جأشَها

أهازيجُ ذِبّانٍ على غصنِ عَرفجِ

الأتان تسكن إلى أغانيّ الذِّبّان فتقف عندها فلا يدعُها العَير ويطردها. ومغنٍ هَزِجٌ ؛ قال عنترة :

وخلا الذّبابُ بها فليس ببارح

هَزِجاً كفعل الشارب المترنِّم

وهزّج صوتَه تهزيجاً : داركه وقاربه ، فتهزّج.

ومن المجاز : سحاب هَزِجٌ بالرعد. وسمعتُ هَزَجَ الرعد والعُود ، وقد هزِج وتهزّج. وتهزّجتِ القوسُ : أرنّت. وعُودٌ هَزِجٌ ، وللقوس أهازيجُ ؛ قال الكميت يصف القوس :

لم يَعِبْ ربُّها ولا النّاسُ منها

غير إنذارِها عليها الحَميرَا

بأهازيجَ من أغانيّها الجُ

شّ وإتباعِها الحينَ الزّفيرَا

هزز ـ هزّ السّيفَ والقناةَ وغيرهما (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ). وهزّت الرّيحُ الأغصان. وسيفٌ هَزْهازٌ ؛ قال :

فوردتْ مثلَ اليماني الهزهازْ

تدفع عن أعناقها بالأعجازْ

أي ماء كالسيف. وهزهز الثورُ قَرنَه فتهزهز. وفي الحديث : «ما تهزهزتْ رؤوسُكما». وفلان يشهد الهَزاهزَ وهي الحروب والشدائدُ التي تُهزهِزُ.

ومن المجاز : هو يهتزّ للمعروف ، وهززْتُه وهزَزتُ منه.

وقد هَزّ عِطفَيْه لكذا ، وهزّ منكِبيْه. وهزّ الحادي الإبلَ بحُدائه فاهتزّت ، ولها هَزيزٌ عند الحُداء : نشاط في السير وحركة. وللريح هَزيز ؛ قال امرؤ القيس :

إذا ما جرى شأوين وابتلّ عِطفُه

تقول هزيزَ الريح مرّتْ بِأَثأَبِ

وهو حفيفها وسرعة هبوبها ؛ قال الطِّرمّاح :

يظلّ هزيزُ الرّيح بين مَسامعي

بها كالتجاج المأتم المتنوِّح

واهتزّ الماءُ في جرَيانه والكوكبُ في انقضاضه. ويقال : قد هَزّ الكوكبُ إذا انقضّ ؛ قال :

كأنّ من يأخذ وهو مُذنِبُ

يخِرّ من حيث يَهِزّ الكوكبُ

واهتزّ النباتُ إذا طال. وهزّته الرّياحُ والأمطارُ. واهتزّت الأرض إذا أنبتت. وامرأةٌ هَزّةٌ : نشيطة للشرّ مرتاحة له ، ونساء هَزّاتٌ.

هزع ـ مضى هَزيعٌ من اللّيل. وتهزّع فلان لفلان : تنكّر له وتعبّس ، من الهزيع لأنّه ساعةٌ وحِشَةٌ. وما ترك في القوس مَنزَعَا ولا في الكِنانة أهزَعَا. وما له أهزعُ أي شيء وهو السّهم الذي يبقى في أسفل الكِنانة.

هزل ـ هَزَلَ معه وهازله ؛ قال :

ذو الجِدّ إن جدَّ الرّجالُ به

ومُهازِلٌ إن كان في هَزْلِ

وقال القطاميّ :

يهازل ربّاتِ البراقع بالضّحى

ويخرج من باب ويدخل بابا

وأ هازلٌ أنت أم جادٌّ؟ وهو يهزِل في كلامه. وشاة هَزيلٌ وشاءٌ هَزْلَى. وجمل مهزول وإبل مهازيلُ ، وبه هُزالٌ وهَزيلةٌ ، وفشت الهزيلةُ في الإبل ؛ قال :

حتى إذا نوَّر الجَرجارُ وارتفَعَتْ

عنها هزيلتُها والفحلُ قد ضَرَبا

وهَزلَها صاحبُها وهَزّلها. وأهزل القَومُ : هُزلتْ دوابُّهم.