ـ ٢٦١ ـ

وينسب اليه من بحر الطويل :

فان تكن الدنيا تعد نفيسةً

فانَّ ثوابَ اللهِ أعلَى وأنبلُ

وان تكن الأرزاقُ حظاً وقسمةً

فَقلّةُ حرصِ المرءِ في الكسبِ أجملُ

وان تكن الأموالُ للترك جَمْعُها

فما بالُ متروكٍ به الحُرُّ يبخلُ

وان تكن الابدانُ للموت أُنشئتْ

فقتلُ امرئ لله بالسيفِ افضلُ

ـ ٢٦٢ ـ

وينسب اليه من بحر الطويل :

فلا تكثرنَّ القولَ في غير وقتِه

وأدْ مِنْ على الصَّمْتِ المزينِ للعقلِ

يموت الفتى من عَثْرةِ بلسانِه

وليسَ يموتُ المرءُ من عثرة الرجلِ

ولا تكُ مبثاثاً (١) لقولك مُفْشياً

فتستجلب البغضاء من زَلَّة النعلِ

ـ ٢٦٣ ـ

وينسب اليه في الشيب من بحر المتقارب :

فأهلاً وسهلاً بضيفٍ نزَلْ

واستودع اللهَ إِلفاً رحلْ

تولَّى الشبابُ كأن لم يكن

وحلَّ المشيبُ كأن لم يَزَلْ

فأمَّا المشيبُ كصُبحٍ بدا

وأما الشبابُ كبدر افلْ

سقى الله ذاك وهذا معاً

فنعمَ المولِّي ونعمَ البدَلْ

__________________

(١) أي مغشيا وناشرا ، من بث الشيء.