ولا تقف بديار الحي تسألها

تبكي معارفها ضلا بتضليل (١)

ما أنت والدار إذ صارت معارفها

للريح ملعبة ذات الغرابيل (٢)

نفسي فداء الذي لا الغدر شيمته

ولا المعاذير من بخل وتقليل

الحازم الرأي والمحمود سيرته

والمستضاء به والصادق القيل

وقال أيضا

أهوى عليا أمير المؤمنين ولا

ألوم يوما أبا بكر ولا عمرا

ولا أقول وإن لم يعطيا فدكا

بنت النبي ولا ميراثه كفرا (٣)

__________________

١ ـ الضل والضلال والتضليل واحد.

٢ ـ ذات الغرابيل التى تنخل التراب وتسفيه. ومعارف الدار معالمها.

٣ ـ فدك قرية روي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تصدق بها على فاطمة رضي الله عنها. وأما منع الخليفتين فاطمة فإن أبا بكر سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله . يقول : نحن معشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة بالضم ، فالشيعة يروونه صدقة فنصبوا صدقة على الحال والتقدير لا نورث ما تركناه حال كونه صدقة. ومفهومه أنهم يورثون غيره. وأما تملك فدك : فهو أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث إلى أهلها في سنة سبعة من الهجرة يدعوهم إلى الاسلام فصالحوه على نصف الارض فقبل منهم ذلك وصار نصف فدك خالصا لرسول الله لانه لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب يصرف ما يأتيه منها على أبناء السبيل وفعل ذلك الخلفاء الراشدين فلما ولي معاوية الخلافة أقطعها مروان بن الحكم فوهبها مروان بنيه. ولما ولي عمر بن عبد العزيز خطب الناس وأعلمهم أمر فدك وأعلمهم أنه قدردها إلى ما كانت عليه مع رسول الله والخلفاء الراشدين. فوليها أولاد فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم أخذت عنهم ثم ردها إليهم المأمون في سنة عشرين ومائتين.