• الفهرس
  • عدد النتائج:
📷

ظاهراً وباطناً ، وربما يكون له خصال حميدة ، ولا أقل من خواطر حقّة ثابتة ، علىٰ درجات متفاوتة ، ولا سيّما أنَّ العبرة بأخير حالاته ونهاية أوقاته ، [ كما قيل :

هيچ کافر را سنجراری منگريد

که مُسلمان مرونش باشد اميد ] (١)

لو فرض خلوّه عن جميع الوسائل وانبتات يده عن تمام الحبائل ، فنلتزم عدم حصول الشفاعة له ، ولهذا وقع في الدعاء : ( اللّهم قرّب وسيلته ، وارزقنا شفاعته ) (٢) » (٣) انتهىٰ.

ثمّ مراده من جعله تعالىٰ شفيعاً لجرائمه وآثامه عنده تعالىٰ ، هو طلب العفو والمغفرة منه تعالىٰ ، علىٰ سبيل الكناية التي هي أبلغ من التصريح وأدعىٰ منه.

( وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيني مِنْ قُرْبِكَ )

الجود والكرم بمعنًى واحد ، والجواد الذي لا يبخل بعطائه ، وهو من أسمائه تعالىٰ ، كما في الدعاء ( اللهم أنت الجواد الذي لا يبخل ) (٤).

والجود منه تعالىٰ إفادة ما ينبغي لا لعوض ولا لغرض ، كالعطاء والكرم والهبة منه تعالىٰ ؛ إذ مرجعها إلىٰ صفة واحدة هي الإفاضة والفيّاضية.

وفي المجمع : « سئل الحسن عليه‌السلام ـ وهو في الطواف ـ فقيل : أخبرني عن الجواد ، فقال عليه‌السلام : ( إنّ لكلامك وجهين ؛ فإن كنت تسأل عن المخلوق فالجواد الذي يؤدّي ما افتُرض عليه ، والبخيل الذي يبخل بما افتُرض عليه. وإن كنت تسأل عن الخالق فهو الجواد إن أعطىٰ ، وهو الجواد إن منع ؛ لأنه إن أعطىٰ عبداً أعطاه ما ليس له ، وإن منع منع ما ليس له ) » (٥).

_____________________________

(١) ليست في المصدر.

(٢) « بحار الأنوار » ج ٨٧ ، ص ١٣٢ ، باختلاف.

(٣) « شرح الأسماء » ص ٦٢٦.

(٤) « بحار الأنوار » ج ٩٥ ، ص ٢٤١ ، باختلاف.

(٥) « مجمع البحرين » ج ٣ ، ص ٢٩.