• الفهرس
  • عدد النتائج:
📷

ولهذا قال معلم هذا الدعاء عليه‌السلام : ( معرفتي بالنورانية معرفة الله عزّ وجلّ ) (١).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( من رآني فقد رأىٰ الحقّ ) (٢).

ففي الحقيقة هو تعالىٰ كان سائلاً ومسؤولاً وذاكراً ومذكوراً ، كما قال الشاعر :

لقد كانت دهراً قبل أن يكشف الغطاء

أخالُك أنّي ذاكر لك شاكرُ

فلمّا أضاء الليل أصبحتُ عارفاً

بأنّك مذكور وذكرٌ وذاكرُ (٣)

فإذا كشف عنك غطاؤك ، وحدّد بصرك تُصدّق بقوله تعالىٰ : ( إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ) (٤) تصديقاً شهودياً.

( أسْألُكَ )

السؤال يستعمل في الداني بالنسبة إلىٰ العالي ، بخلاف الالتماس فإنّه يستعمل في المساوي ، وأمّا في العرف فاشتهر بعكس ذلك.

( بِرَحْمَتِكَ التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ )

المراد بالرحمة هنا : الوجود المطلق الذي هو قسم من مطلق الوجود والمشيئة الفعلية كما ورد : ( إنّ الله خلق الأشياء [ بالمشيئة ] ، والمشيئة بنفسها ) (٥). والوجود المنبسط والفيض المنبسط الذي فاض علىٰ كلّ الماهيات والأعيان الثابتات المرحومة بها ، والفيض المقدس ؛ لأنه بذاته عارٍ عن أحكام الماهيات ، كما أنّ ظهور ذاته تعالىٰ بالأسماء والصفات في المرتبة الواحدية يسمّىٰ بالفيض الأقدس ، لا ما

_____________________________

(١) « بحار الأنوار » ج ٢٦ ، ص ١ ، ح ١.

(٢) « صحيح البخاري » ج ٦ ، كتاب التعبير ، ص ٢٥٦٨ ، ح ٦٥٩٥.

(٣) نُسب هذان البيتان للقيصري ، كما في « المجلي » ص ٢٩٤ ، الهامش.

(٤) « النجم » الآية : ٢٣.

(٥) « الكافي » ج ١ ، ص ١١٠ ، ح ٤ وفيه : ( خلق الله المشيئة بنفسها ، ثمّ خلف الأشياء بالمشيئة ).