• الفهرس
  • عدد النتائج:
📷

مُّبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ) (١).

أي أمعنوا أنظاركم حتىٰ تعرفوني أولاً ، ثم اعبدوني ، ولا توقعوا أنفسكم بسبب عدم معرفتي في عبادة الشياطين ، ( إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ).

فالعارف الناقد البصير وإن احتاج إلىٰ الأشياء ما دام في هذا العالم ، ولكنّه يعلم أنّ المحتاج إليه في الجميع وللجميع واحد. ونِعَم ما قيل :

عارف حق شناس را بايد

كه به سوكه ديده بگشايد

در حوائج خداى را بيند

جز شهود خداى نگزيند

بل هو يعلم أيضاً أنّه في وجوده وصفاته وحوله وقوّته يفتقر إليه تعالىٰ ، وهو عبده الذي لا يملك شيئاً من الوجود وتوابعه ، العبد وما في يده كان لمولاه.

( سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ )

سبحان : مصدر غير متصرّف ، لازم الإضافة ، ومعناه : اُسبّحك واُنزّهك تسبيحاً وتنزيهاً ، والحال أنّ ذلك التسبيح مقترن بحمدك.

والأولىٰ ـ كما قال بعض المحقّقين ـ : ( أن يكون الباء في ( بحمدك ) للسببيّة ، ويكون الحمد مصدراً مضافاً إلىٰ الفاعل ، وكان المفعول محذوفاً أو بالعكس. والمعنىٰ حينئذٍ : والحال أنّ ذلك التسبيح بسبب حمدك نفسك ، يعني : تسبيحي بحولك وقوّتك ، ومقهور تحت تسبيحك لنفسك ، وحمدي مبهور تحت حمدك إياك ، كما قال سيد الكائنات صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت علىٰ نفسك ) (٢).

كيف وحمدنا وتسبيحنا وثناؤنا لك عارية ووديعة لدينا ؟ ولابدّ يوماً أن ترد الودائع.

_____________________________

(١) « يس » الآية : ٦٠ ـ ٦١.

(٢) انظر « شرح الأسماء » ص ٥٦٣.