• الفهرس
  • عدد النتائج:

بالإنسان إلى متاهات الاستبداد والاختناق والتراجع ، إنّه يمنحنا فرصة جديدة للحياة مستقاة من فهم جديد للثابت والأصل ..

إنّ الشرخ الذي تحدثه عمليّة الجذب والإمتاع المزوّرة والأخذ بالمرفوضات ، شرخٌ لا يمكن ردمه باليسر والسهولة ; إذ بديهة سرعة الهدم على حساب البناء قائمة لا تزول ، ورأب الصدع يفتقر مؤن ومناهج وتضحيات تستنزف الكثير من الموارد والطاقات ، وربما تحتاج زمناً طويلاً من الجهد والسعي الحثيث لإعادة الاُمور إلى نصابها الصحيح ..

على أنّ الوقاية هي خيرٌ من العلاج أبدا ، نعني : إنّ القرارات الحاسمة قد تغيّر مصير اُمّة بكاملها ، سلباً إن جاءت على خلاف المعايير العلميّة والعقليّة والمبنائيّة ، إيجاباً إن كانت خاضعة للأنساق والمباني والدراسات السليمة ; خصوصاً إن كانت تلك القرارات تمثّل مفترق طريق يصعب تصوّر العودة والتراجع عنها ، لذا فإنّ المنهج الصحيح يعني استخدام كافّة الأدوات المعرفيّة المتاحة قبل الولوج في فضاء القرار والإقدام عليه ، والندم لا يصنع المعاجز ، والخطأ الواحد قد يقلب الاُمور رأساً على عقب ، ولعلّ من أخطر رواشحه تزلزل المصداقيّة ، الأمر الذي يعني انهدام أركان واسعة من الكيان ، أيّ كيان ، وتكون عمليّة البناء الجديدة أكثر مشقّةً ومعاناة ; ولاسيّما إن كانت عمليّة البناء الاُولى مصحوبة بمتانة المصداقيّة وتوفّر الثقة التامّة ، بخلاف الثانية .... والذي يلحظ آثار كلا العمليّتين يرى ويلمس البون الشاسع بينهما من حيث الحيويّة والآثار والاستمراريّة ..