• الفهرس
  • عدد النتائج:

إنّ الفهم العملي الصحيح خطوة رائدة نحو غد مشرق.

بإمكاننا أن نصوغ من الفهم منهجاً ونسقاً ونمطاً لكلا الحياتين : تأمين المستقبل الدنيوي عبر الوسائل المنطقيّة العلميّة بما يتّسع لدائرة الحياة وحدودها. وتأمين المستقبل الاُخروي ، أيضاً عبر الوسائل المنطقيّة العلميّة التي تؤمّن لنا فلاحاً اُخرويّاً وسعادة أبديّة فيها رضى المولى تبارك وتعالى وغفرانه. ولا منافاة بين الأمرين أبدا ; مادامت شجرة الدين والقيم السماويّة مباركةً تؤتي اُكلها كلّ حين بإذن ربّها. فالجمع أولى من الطرح.

لذا فنار الخيبة لا تنال إلاّ ذاك الذي اكتفى بتأمين الشطر الأوّل وأغفل أو أنكر الثاني ، دون أن يعلم أنّ تأمين الأوّل مقدّمة لتأمين الثاني ، بل الثاني سرمدٌ وخلودٌ والأوّل مجرّد نفق ومعبر إليه.

لا جبر على التفكير بتفكيرنا والاعتقاد باعتقادنا ، بل نقترح أن تُحسَب المعادلة رياضيّاً ومادّيّاً ، فلتُفترض الحياتان ويُعمَل لهما : فالاُولى مؤمّنة حسب ظاهر الفرض. أمّا الثانية فإن كُسِبت فنعمّا هي ، وإن خُسِرَتْ فالإنسان على كلا الحالين ميّت ، فإن كانت بعد الموت حياة فقد نفعه تأمين الحياة الثانية وإن لم تكن حياة فهو لم يخسر شيئاً. بالطبع هذا الأمر طبق التفكير المادّي.

أمّا نحن ، فلا نرى هذه الحياة إلاّ مرحلة فانية وهي باب للحياة السرمديّة الخالدة التي لا موت فيها أبدا ، وهذه الباب تعني : الإيمان والاعتقاد والالتزام السليم بقيم السماء ومبادئها المقدّسة ، الأمر الذي يجعلنا في الغد فرحين مستبشرين برحمة الله تعالى ورضوانه.