• الفهرس
  • عدد النتائج:

حصلت قبل أكثر من ثلاثة عشر قرناً ، إنّما كنت أعتقدها وقعة لم يمرّ عليها سوى بضع عشرات السنين.

عشنا محرّم وكربلاء والحسين (عليه السلام) أيّام الطفولة بقلوبنا ومشاعرنا وحبّنا الفطري الذي تعلّمناه من آبائنا ومحيطنا وفضاءاتنا ، ولمّا صلب العود وتفتّحت آفاق المعرفة والثقافة صرت أعيش التاريخ وأحداثه والانتماء ولوازمه برصيد إضافي فرضته الإرادة الذاتيّة نحو فهم ودرك اُصول وجوهر الفكر ، ثم التحدّي الكبير الذي يستهدف هويّتي ويهدّدني والآخرين من بني جلدتي وانتمائي بأساليبه وأدواته المغرية المثيرة. وليس الأمر من باب التمسّك بما عليه الآباء والمحيط والفضاء الذي أنا فيه بقدر ما هو محاولة جادّة مراجعاتيّة استكشافيّة لبناء ومشروع قائم على أركان وقواعد واُسس ، كنت قد وجدته حاضراً جاهزاً في عقلي وأحاسيسي ، وهذه الحضوريّة والجهوزيّة لو تشبّثتُ بها كشكل وإطار وداع لحفظ انتمائي لا شكّ أنّها ليست سوى هشيماً تذروه الرياح عاجلاً أم آجلاً ، فقرّرت النأي عن المجاملات القشريّة والإلقاءات السطحيّة وخوض التجربة علميّاً منهجيّاً ، وبمقدار ما أجهدت ذهني وجوارحي وأعماقي علمت أنّ الكون لابدّ له من قوّة عليا تسيطر عليه وتدير شؤونه وتدبّر اُموره وتنظّم حرّكته وكلّ شيء فيه ، مثلما علمت أنّ «الميكانيكا» ما هي إلاّ زوبعة فنجان سرعان ما هدأت وعادت الاُمور إلى مجاريها ، عودةً أسهم فيها أرباب التجريبيّة أنفسهم عبر نقض «الميكانيكا» وتجاوزهم إيّاها. كما علمت أنّ رسالة الإسلام هي الرسالة الإلهيّة الجامعة