• الفهرس
  • عدد النتائج:

وألمى بقلبي منه جمر مؤجّج

تراه على خدّيه يندى ويبرد (١)

يسائلني : من أي دين؟ مداعبا

وشمل اعتقادي في هواه مبدّد

فؤادي حنيفيّ ، ولكنّ مقلتي

مجوسيّة من خدّه النار تعبد (٢)

ومنه قوله : [الكامل]

هذا أبو بكر يقود بوجهه

جيش الفتور مطرّز الرايات

أهدى ربيع عذاره لقلوبنا

حرّ المصيف فشبّها لفحات (٣)

خدّ جرى ماء النعيم بجمره

فاسودّ مجرى الماء في الجمرات

وذكر الحافظ أبو عبد الله محمد بن عمر بن رشيد الفهري في رحلته الكبيرة القدر والجرم المسماة ب «ملء العيبة ، فيما جمع بطول الغيبة ، في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة» خلافا في إسلام ابن سهل باطنا ، وكتب على هامش هذا الكلام الخطيب العلامة سيدي أبو عبد الله بن مرزوق ما نصّه : صحّح لنا من أدركناه من أشياخنا أنه مات على دين الإسلام ، انتهى.

ورأيت في بعض كتب الأدب بالمغرب أنه اجتمع جماعة مع ابن سهل في مجلس أنس ، فسألوه لمّا أخذت منه الراح عن إسلامه : هل هو في الظاهر والباطن أم لا؟ فأجابهم بقوله : للناس ما ظهر ، ولله ما استتر ، انتهى.

واستدلّ بعضهم على صحّة إسلامه بقوله : [الطويل]

تسلّيت عن موسى بحبّ محمد

هديت ولو لا الله ما كنت أهتدي

وما عن قلى قد كان ذاك ، وإنما

شريعة موسى عطّلت بمحمد (٤)

وله ديوان كبير مشهور بالمغرب ، حاز به قصب السّبق في النظم والتوشيح.

وما أحسن قوله من قصيدة : [الطويل]

تأمّل لظى شوقي وموسى يشبّها

(تجد خير نار عندها خير موقد) (٥)

__________________

(١) الألمى : من كان بشفتيه لمى : وهو سمرة في باطن الشفتين تستحسن.

(٢) المجوسية : هم عبدة النار.

(٣) شبّها : أشعلها.

(٤) القلى : البغض.

(٥) اللظى : النار.