• الفهرس
  • عدد النتائج:

يا حسنها دائرة

من ياسمين مشرق

والورد قد قابلها

في حلّة من شفق

كعاشق وحبّه

تغامزا بالحدق (١)

فاحمرّ ذا من خجل

واصفرّ ذا من فرق (٢)

قال : فقلت للحسن : هات ، فقال : سبقني المهذب إلى ما لمحته في هذا المعنى ، وهو قولي : [مجزوء الرمل]

يا حسنها دائرة

من ياسمين كالحلي

والورد قد قابلها

في حلّة من خجل

كعاشق وحبّه

تغامزا بالمقل

فاحمرّ ذا من خجل

واصفرّ ذا من وجل

قال : فعجبت من اتفاقهما في سرعة الاتحاد ، والمبادرة إلى حكاية الحال ، انتهى.

وما ألطف قول بعضهم : [الطويل]

أرى الورد عند الصبح قد مدّ لي فما

يشير إلى التقبيل في حالة اللّمس (٣)

وبعد زوال الشمس ألقاه وجنة

وقد أثّرت في وسطها قبلة الشمس

وقال ابن ظافر في «بدائع البداءة» (٤) : اجتمع الوزير أبو بكر بن القبطرنة والأديب أبو العباس ابن صارة الأندلسيان في يوم جلا ذهب برقه ، وأذاب ورق ودقه ، والأرض قد ضحكت لتعبيس السماء ، واهتزّت وربت عند نزول الماء ، فقال ابن القبطرنة : [الكامل]

هذي البسيطة كاعب أبرادها

حلل الربيع وحليها النّوّار

فقال ابن صارة : [الكامل]

وكأنّ هذا الجوّ فيها عاشق

قد شفّه التعذيب والإضرار (٥)

ثم قال ابن صارة أيضا : [الكامل]

وإذا شكا فالبرق قلب خافق

وإذا بكى فدموعه الأمطار

__________________

(١) الحب ، بكسر الحاء : المحبوب.

(٢) الفرق ، بفتح الفاء والراء : الخوف.

(٣) في ه : «في ساعة اللمس».

(٤) البدائع ج ١ ص ١٨٦.

(٥) شفّه الحب : أضعفه.