📷

وقوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) [ ( ١٧ ) هود ١١ ] .

ولا شاهدَ للنبيّ ـ يكونُ من النبيّ صلّی الله عليه وآله ـ كعليٍّ عليه السلام ؛ فإنّ تصديق مثل عليٍّ لنبوّة أحدٍ لا يُعْقَلُ فيه إلّا صِرْفُ الحقّ ، وكمالُ الصدق ، وقد بقيَ بعد النبيّ صلّی الله عليه وآله ، وكان تلواً له ، وحَذا حَذْوَه ، فهو التالي له ، والخليفةُ بعده .

وقوله تعالى : ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) [ ( ٥٩ ) النساء ٤ ] وبيَّنَ ، وعَيَّنَ وَلِيَّ الأمر ، بقوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) [ ( ٥٥ ) المائدة ٥ ] .

ولم نعرف مَنْ آمنَ وأقامَ الصلاةَ ، وآتى الزكاةَ في ركوعه ، كما هو نصُّ الآية ، ويكونُ قابلاً لائقاً للولاية المشتركة بينَه وبينَ الله وبينَ رسوله ، من الولاية المطلقة العامّة ، ولايةً كاملةً مستمرّةً ، على جميع الْأُمّة ، إلّا ولايةَ عليّ بن أبي طالب ، الذي تواتَر في حقّه قولُه صلّی الله عليه وآله : « مَنْ كنتُ مولاهُ فهذا عليٌّ مولاهُ » سيّما بعد قوله : « اللهُ مولايَ ، وأنا مولى المؤمنين » وقوله : « ألَسْتُ أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ ! » قالوا : بلى ، فقالَ : « ألا ، فمنْ كنتُ مولاهُ ، فعليٌّ مولاهُ » .

وغيرها من الآيات ، الدالّة على إمامتهم ، وبُطلان إمامة غيرهم ، وهي أكثر وأوسع من أنْ تُحْصَرَ تفاصيلُها في كتابٍ ! فكيف بهذا المجمل الموجز من الخطاب ؟ !

ومن السُنّة :

فهي أكثرُ من أنْ تُذكَرَ ، وأشهر من أنْ تُنشَرَ ، بل أسماء الكتب المشهورة المسطورة في الإِمامة غير محصورة (١) كيف ؟ ! وكُتُبُ هذا المؤلّف كثيرة ، تعدادها ينافي وجازة هذه الرسالة القصيرة .

ونتبرّك بالإِشارة إلى اثني عشر حديثاً صحيحاً أو متواتراً عند العامّة والخاصّة :

__________________

(١) راجع مقال « مصادر الإِمامة » للشيخ عبد الجبّار الرفاعي ، المنشور في مجلّة تراثنا ، العدد ١٨ فما بعده .