• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • القسـم الاول : العدالة الاجتماعية في النظرية الرأسمالية
  • هذا الاستنتاج رائع ، الا ان النظرية تتعثر في تفسير وضع الافراد في بقية الطبقات الاجتماعية. فلو قارنّا الفلاح بمعلم المدرسة ، وتبين لنا ان الفلاح اوسع ثروة في المال وامضى قوة في السياسة من معلم المدرسة ، فهل يعني هذا ان الفلاح قد دخل الطبقة العليا في النظام الاجتماعي ، بينما بقي معلم المدرسة ضمن الطبقة المتوسطة؟ يجيب (ماكس وبر) بان لكل فرد منزلته الاجتماعية. فطبقة معلم المدرسة تختلف عن طبقة الفلاح. اي اننا لانستطيع قياس معلم المدرسة الى الفلاح لانهما من طبقتين مختلفتين. ولكن هذا الرأي يدل على تناقض في النظرية نفسها ، فكيف يعزي (ماكس وبر) سبب نشوء الطبقات الى الثروة والقوة والمنزلة الاجتماعية ، ثم عندما تختل معادلته المطبّقة على النظام الاجتماعي ، يتراجع ويقول ان لكل فرد طبقته الاجتماعية بغض النظر عن الثروة والقوة والمنزلة الاجتماعية؟ أليس هذا تناقضاً في اصل نظرية نشوء الطبقات الاجتماعية التي ابتكرها (ماكس وبر)؟ فلو افترضنا ان هذا الفلاح استطاع الانضمام للطبقة العليا المتحكمة بامور الدولة السياسية ، فكيف تم له تجاوز العامل الاجتماعي (المنزلة الاجتماعية) ، مع ان مقاعد المنزلة الاجتماعية العليا محجوزة لافراد الطبقة العليا؟ أليست هذه العوامل الثلاثة متشابكة في الطبقة العليا في المجتمع ، ومستقلة ومنفصلة عن بعضها البعض ، في الطبقتين الوسطى والفقيرة؟ الا تمتلك الطبقة الرأسمالية الثروة والقوة السياسية والمنزلة الاجتماعية بينما يمتلك الفقير احياناً المنزلة الاجتماعية ولكنه لا يمتلك الثروة؟ أليس عالم الدين الورع غنياً في النفس (المنزلة الاجتماعية) ، فقيراً في المال (العامل الاقتصادي) ، حكيماً في القيادة (العامل السياسي)؟ فاين تقع مرتبته في الطبقات الاجتماعية : الطبقة العليا ،