وقال مخمسا ـ والأصل لغيره ـ في أسر الإمام زين العابدين عليه‌السلام :

فديت إماما عابدا متنسكا

إذا شفه حر السرى حن واشتكى

ونادى وجمر الحزن في قلبه زكا :

أبي كنت قبل اليوم لا أعرف البكا

ولا سمحت لي بالدموع جفون

لقد كنت صعبا والزمان ألانني

ولي موطن عن مورد الذل صانني

ومن يرعني قدما أراه أراعني

أبي قد سطا دهري علي وخانني

وما كان عهدي بالزمان يخون

قضى وتره مني عدوي وحاسدي

وأصبحت مقرونا بقوس الشدائد

لئن قرنا في الغل عنقي وساعدي

فلست أبالي بعد فقدان والدي

بما بي من جور الزمان يكون

وقال مخمسا هذين البيتين والأصل للكعبي :

يخوضى غمار الموت في ظهر سابق

بعزم وحزم لا يراع بخافق

فما انفك يفري هام كل منافق

إلى أن أتاه في الحشى سهم مارق

فخر فقل في يذبل قل يذبل

تحكم فيه من سنان سنانه

ومن كف عن ذي بغي أصيب جنانه

فخر ومنه الكون دك رعانه (٢)

وأدبر ينحو المحصنات حصانه

يحن ومن عظم المصيبة يعول (٣)

ومن شعره هذه القصيدة رثى بها الشيخ محمد آل عيثان ، المتوفى عام ١٢٢١ ه ، منها قوله :

__________________

(٢) الرعان جمع رعن : أنف الجبل ، الجبل الطويل.

(٣) نقلنا هذه التخاميس للشاعر من بعض المجاميع الخطية في الأحساء.