عمر ، قال : حضرت موت حسن بن علي فقلت للحسين بن علي : إتق الله! ولا تثير فتنة ولا تسفك الدماء وادفن أخاك إلى جنب أمه ، فإن أخاك قد عهد ذلك إليك ، فأخذ بذلك حسين (١٢٤).

قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي ، قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن أبي الجحاف ، عن إسماعيل بن رجاء ، قال : أخبرني من رأى حسين بن علي قدم على الحسن بن علي سعيد بن العاص وقال : لولا أنها سنة ما قدمتك! (١٢٥).

قال : أخبرنا سعيد بن منصور ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن سالم ابن أبي حفصة ، عن أبي حازم الأشجعي ، قال : قال حسين بن علي لسعيد بن العاص تقدم ، فلولا أنها سنة ما قدمتك ـ يعني على الحسن بن علي ـ.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن جابر ، عن أبي الأشعث ، عن حسين بن علي : أنه قال لسعيد بن العاص ـ وهو يطعن بإصبعه في منكبه ـ : تقدم ، فلولا أنها السنة ما قدمناك.

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا الحسن بن عمارة ، عن راشد عن حسين بن علي : أنه قال يومئذ : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : الإمام أحق بالصلاة!

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا هاشم بن عاصم ، عن جهم بن أبي جهم ، قال : لما مات الحسن بن علي بعثت بنو هاشم إلى العوالي صائحا يصيح في كل قرية من قرى الأنصار بموت حسن ، فنزل أهل العوالي ولم يتخلف أحد عنه (١٢٦).

قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا داود بن سنان ، قال : سمعت

__________________

(١٢٤) رواه ابن عساكر في تاريخه ص ٢١٦ بإسناده عن ابن سعد.

(١٢٥) عندنا أن الإمام لا يجهزه ولا يصلي عليه إلا الإمام الذي بعده ، والإمام الحسن ـ عليه‌السلام ـ جهزة أخوه الحسين ـ عليه‌السلام ـ وهو الإمام بعده ، وصلى عليه خفية ليؤدي ما عليه ، وقدم سعيد بن العاص أمير المدينة يومئذ للصلاة عليه في الظاهر وأمام الملأ ، فهذه الرواية وما يأتي في الروايات الآتية أن سعيد بن العاص قم للصلاة عليه ـ على يفرض صحتها ـ لا تنافي ما ذكرنا.

(١٢٦) رواه ابن عساكر في تاريخه برقم ٣٧١ بإسناده عن ابن سعد.