• الفهرس
  • عدد النتائج:

.......................................................................................

________________________________________________

لا يفعلون إلّا ما يشاء الله ، وما أمرهم الله تعالى في الأفعال الجزئي والكلي كما لا يخفى ، وأيضاً هم عليهم‌السلام العلة المادية ، أما بالنسبة إلى أرواح الشيعة فقد علمت أنها خلقت من فاضل طينتهم النورانية المتقدم شرحها ، وأما بالنسبة إلى أبدانهم وكذلك بالنسبة إلى ساير المخلوقين بل وساير الموجودين في الكون ، فلأجل أن جميع الموجودات خلقت من أنوار وجودهم حيث إنهم الأسماء الحسنى له تعالى .

ثم ان الحب عبارة عن الميل إلى الشيء الملذّ ، وكلما كان الملذّ أقوى في اللذاذة كان الميل أقوى إلى أن يصل حدّ الافراط فيسمى عشقاً ، ولذا قيل ان الافراط في كل شيء مذموم إلّا في الحب وهذا الميل إنما يحصل بعد المعرفة بذلك الشيء الملذ الجميل ، وهذه المعرفة إما بالحواس الظاهرة أو بالعقل ، وكلما كان الدرك والمعرفة أقوى كان الحب أقوى والبصيرة الباطنة أقوى من البصر الظاهري لأن القلب أشد إدراكاً من العين كما لا يخفى ولذا كانت المعاني الجميلة المدركة بالعقل أعظم من جمال الصور الظاهرة فلا محالة تكون لذة القلوب بما تدركه من الأُمور الشريفة الجميلة الإلهية التي تجل عن ان تدركها الحواس أتم وأبلغ ولذا نرى أن الطباع السليمة والعقول الصحيحة أكثر ميلاً إلى مدركات العقل .

وإذا علمت هذا فاعلم أن أجل اللذات وأعلاها معرفة الله تعالى والنظر إلى وجهه الكريم فمن شاهد جمال وجهه وجلال عظمته وادركها بعقله وشاهدهما ببصيرته القلبية لا تكاد تؤثر عليه لذة أُخرى إلّا من حرّم هذه اللذة ولذلك ورد في الأحاديث والآيات الحث على معرفة الله تعالى وحبّه .