• الفهرس
  • عدد النتائج:
📷

منه ، وإذا كانت سيآتنا ومعاصينا تحجبنا عن برّه ورحمته ، فإن حبّه لنا يشفع لنا عنده ، ويضعنا في مواضع بره ورحمته.

والوسيلة الثانية : حبنا له ، وهو وسيلة ناجحة كحبّه لنا ، فقد توسّل الامام عليه‌السلام الىٰ الله تعالىٰ في الوسيلة الاولىٰ بحبّه تعالىٰ لنا ، ثم توسل بعد ذلك بحبّنا له وهو سيلة ناجحة ومؤثرة عند الله كحبّه لنا. فإن للحب قيمة كبيرة لا تضاهيها قيمة عند الحبيب ، ومهما شككنا نحن في شيء ، فلا نشك في حبّنا لله تعالىٰ ، واوليائه والحبّ بضاعة لا يردها الله تعالىٰ.

وفي سياق هذه الوسيلة يأتي توحيدنا له تعالىٰ وخشوعنا بين يديه ، وصلاتنا وسجودنا وذكرنا وشهادتنا واعترافنا له بالربوبية ، وعلىٰ انفسنا بالعبودية.

ونرجع ذلك كله الىٰ اثنين : الىٰ حبّنا له ، وتوحيدنا ايّاه ، ونحن علىٰ يقين أن (الحب) و (التوحيد) بضاعتان لا يردهما الله تعالیٰ. ومهما شككنا في شيء فلا نشك ولا نتردد لحظة واحدة في هذا ولا ذاك.

يقول الامام عليه‌السلام في التوسل بهذه الوسيلة :

« اتراك معذبي بنارك بعد توحيدك ، وبعد ما انطوىٰ عليه قلبي من معرفتك ، ولهج به لساني من ذكرك ، واعتقده ضميري من حبّك ، وبعد صدق اعترافي ودعائي خاضعاً لربوبيتك ».

وفي التعليق علىٰ هذه الفقرة من الدعاء تحضرني قصة :

يقال : إن يوسف عليه‌السلام لما آتاه الله الملك والسلطان في مصر كان يطل ذات يوم علىٰ المدينة من شرفة بيته ، وكان معه علىٰ الشرفة عبد صالح من عباد الله ممن آتاه الله علماً ونوراً ، فمر شاب من تحت الشرفة عابراً ، فقال ذلك العبد الصالح ليوسف عليه‌السلام : أتعرفه ؟ قال : كلّا.