• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • مقدمة المؤلف : الإيمان بالغيب في الكتاب العزيز
  • أجر الرسالة المحمدية في القرآن الكريم
  • المقام الأوّل : ما هو المراد من ( المَؤدَّةَ فِي القُربى ) ؟
  • المقام الثاني : التأليف بين هذه الآية والآيات الأُخر
  • المقام الثالث : كيف يعود نفع المودّة إلى الناس ؟
  • المقام الرابع : المودّة في القربى نفس اتخاذ السبيل إلى الله
  • المقام الخامس : مناقشة الاحتمالات الواردة حول آية المودَّة
  • المقام السادس : في سرد الأحاديث الواردة حول الآية
  • معاجز النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكراماته
  • بنحو من الأنحاء ، وعند ذلك لا فرق بين جعل الاستثناء متصلاً أو منقطعاً.

    والظاهر أنّ مصحح الاستثناء في الآية هو دخول المودة تحت الأجر حقيقة إذ الخارج عن الآية بقرينة توجه الخطاب إلى الناس هو الأجر الأخروي الخارج أو طلباً للمودة لشخصه أو لقريبه.

    ومع هذا الاعتراف ( أي دخول المودة تحت المستثنى منه وكون الاستثناء حقيقياً ) ليس طلب المودة للقربى أجراً حقيقياً عائداً نفعه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمإذ لو كان المطلوب من الأمّة نفس المودّة وتكريم الأقربين وتبجيلهم لكان محلاً لأن يعد أجراً حقيقياً ، ومصادماً للآيات النافية لطلب الأجر عن الأنبياء.

    وأمّا إذا كانت مودتهم طريقاً لتربية الأمّة وإسعادها وتكاملها كما سنشرحه عند البحث عن المقام الثالث ، فعند ذلك يعود طلب المودة كسائر التكاليف المطلوبة من الناس ، فهو قبل أن يكون مفيداً لصاحب الرسالة ، مفيد لنفس الأمّة ، ولأجل ذلك قلنا عند الأجابة على وجه الإجمال : بأنّ طلب المودّة ليس أجراً حقيقياً وان أخرجت بصورة الأجر.

    وحاصل ما ذكرناه أمران :

    الأوّل : انّ المودّة داخلة تحت الأجر بلا إشكال والاستثناء متصل جداً.

    الثاني : انّ المودة ليست أجراً حقيقياً ، لأنّها ليست مطلوبة بالذات ، بل هي طريق وسبيل إلى نجاة الأمّة عن الهلاك والضلال ، بل هي وسيلة إلى هدف تربوي ، وهو اتّباع أقربائه في أقوالهم وأعمالهم.

    وإن شئت قلت : إنّ المودّة الحقيقية لأقربائه لا تنفك عن اتّباعهم ، فيما يفعلون وفيما لا يفعلون ، وأمّا المودّة المنفكة عن الاقتفاء بهم فإنّما هي مودّة كاذبة أو خدعة يخدع الإنسان بها نفسه ، وهو يحب نفسه وميوله لا سيده ومولاه ، وإن