• الفهرس
  • عدد النتائج:

وقد خابَ مَنِ افترى ، ونَجا مَنِ اتَّقى وصَدَّقَ بالحُسنى.

يا أهلَ الكُوفةِ ، دعوتُكم إِلى جهادِ هؤلاءِ ليلاً ونهاراً وسِرّاً وإعلاناً ، وقلتُ لكُمُ اغزوهم ، فإِنّه ما غُزِيَ قومٌ في عُقْرِ دارِهم إِلا ذَلُّوا ، فتَواكَلتُم وتَخاذَلتُم ، وثَقُلَ عليكم قولي ، واستصعبَ عليكم أمري ، واتخذتمُوه وراءَكم ظِهْرِيّاً ، حتّى شُنَّتْ عليكُمُ الغاراتُ ، وظَهَرَتْ فيكُمُ الفَواحِشُ والمنُكَراتُ تُمَسِّيكم وتُصَبِّحُكم ، كما فُعِلَ بأهلِ المَثُلاتِ من قَبْلِكم ، حيثُ أخبرَ الله تعالى عنِ الجَبابِرةِ والعُتاةِ الطّغاةِ ، والمُستضعفينَ (١) الغُواةِ ، في قولهِ تعالى ( يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُوْنَ نِسَاءَكُمْ وَفِيْ ذلِكُمْ بَلاَءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيْمٌ ) (٢) أَمَ والّذي فَلَقَ الحبَّةَ وبَرَأ النَّسَمةَ ، لقد حَلَّ بكُمُ الّذي تُوعَدونَ.

عاتَبتُكم ـ يا أهلَ الكُوفةِ ـ بمَواعِظِ القُرآنِ فلم أنتفعْ بكم ، وأدبتُكم بالدِّرَةِ فلم تَستقيموا ، وعاقَبتُكم بالسَّوطِ الّذي يُقامُ بهِ الحدُودُ فلم تَرعَوُوا (٣) ، ولقد علمتُ أنّ الّذي يُصلِحُكم هو السّيفُ ، وما كنتُ مُتحرِّياً صَلاحَكم بفَسادِ نَفْسي ، ولكن سَيُسَلَّطُ عليكم من بعدي سُلطانٌ صَعْبٌ ، لا يُوقِّرُكبيركم ، ولا يَرحَمُ صغيركم ، ولا يُكرمُ عالِمَكم ، ولا يَقسِمُ الفَيءَ بالسَّوِيَّةِ بينَكم ، ولَيَضرِبنًّكم ويُذِلَّنَّكم ويجَمِّرَنَّكم (٤) في المَغازي ويَقْطَعَنَّ سبيلَكم ، ولَيَحْجُبَنَكم على بابه ،

ــــــــــــــــــ

(١) وردت ( المستضعفين ) بفتح العين وكسرها في النسخ وفي هوامش « ش » و « م » : المستضعفون هم المعاقبون بالذبح والقتل ، وفي هامش « ش » : المستضعف : المستكبر.

(٢) البقرة ٢ : ٤٩.

(٣) في هامش « ش » : الارعواء ة وهو الندم على الشيء والانصراف عنه والترك له.

(٤) في هامش « ش » و « م » : التجمير : ترك العسكر في وجه العدو.