• الفهرس
  • عدد النتائج:

فسار بُرَيدة حتى انتهى إلى باب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلَقِيه عُمر بن الخطّاب فسأله عن حال غَزوتهم وعن الذي أقْدَمَه ، فأخبره أنّه إنّما جاء ليَقَعَ في عليّ ، وذكر له اصطفاءه الجاريةَ من الخُمس لنفسه ، فقال له عُمَر : اِمضِ لمِا جئتَ له ، فإنَّه سيَغْضَبُ لابنته ممّا صَنَعَ عليّ. فدخل بُرَيدةُ على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه كتابٌ من خالد بما أرْسَلَ به برَيدة ، فجعل يَقْرؤُه ووجهُ رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يتغيّر ، فقال بُرَيدةُ : يا رسولَ الله ، إنّك إن رَخَصْتَ للناس في مثل هذا ذَهَب فَيْؤُهم ، فقال له النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : « وَيْحكَ ـ يا بُرَيْدَة ـ أحْدَثْتَ نِفاقاً! إنَ عليَّ بن أبي طالب يَحِلُّ له من الفَيء ما يَحِلُّ لي ، إنَّ عليَّ بن أبي طالب خير الناس لك ولقومك ، وخيرُمن أُخَلّف من بعدي لكافّة أُمّتي ، يا بُرَيدة ، اِحذَرْ أن تُبغضَ علياً فيُبْغِضَك الله ».

قال بُرَيدة : فتمنّيتُ أنّ الأرضَ انشقَت بي فسُخْتُ فيها ، وقلتُ : أعوذ بالله من لسَخَط الله وسَخَط رسوله ، يا رسولَ الله ، استغفر لي فلن أُبْغِضَ علياً أبداً ، ولا أقولُ فيه إلاّ خيراً. فاستغْفَرَ له النبيُ صلى‌الله‌عليه‌وآله .

فصل

وفي هذه الغَزاة من المنقبة لأمير المؤمنين عليه‌السلام ما لا يُماثلها منقبةٌ لأحد سواه ، والفتحُ فيها كان على يديه خاصّةً ، وظَهَرَ من فضله ومُشاركته للنبي عليهما‌السلام فيما أحلّه اللّه تعالى له من الفَيء ،