• الفهرس
  • عدد النتائج:

وأمّا دعوى الإجماع الاصطلاحي على اعتبار رواياتهم إلى المعصوم بدعوى دخول المعصوم في المُجمعين وأمره بالأخذ برواياتهم ، فالظاهر أنّ منشأها ما أشرنا إليه من الروايات التي رواها الكشّي عن الإمام الصادق عليه‌السلام بعد عبارته الأولى في مدح الأربعة ، وهي بلا ريب دالّة على منزلة ممتازة لهم في الرواية والفقه وقدم راسخة في النقل عن الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام.

كما قد تؤيّد الأقوال الأولى في معنى القاعدة بما نقلناه من عبارة الشيخ الطوسي في العُدّة من التصريح بأنّ الطائفة عملت بمراسيلهم عمل المسانيد ، وأنّ الثلاثة من الطبقة الأخيرة وغيرهم من الطبقات الثلاث لا يروون ولا يرسلون إلّا عن ثقة ، لكنك عرفت في ما تقدّم أنّ الشيخ في مواضع عديدة من التهذيب لم يبن على ذلك ، ولعل المتتبّع يرى مواضع أخرى من الشيخ والصدوق في كتابيهما من الخدشة في الطرق مع اشتمالها على أصحاب الإجماع ، وهذا وغيره ممّا يدلّل على القول السابع الأخير.

والعُمدة في الاستشهاد له أنّنا لو قدّرنا شهادة معاصر لواحدٍ من أصحاب الإجماع بالمضمون المتقدّم فضلاً عن شهادة من لم يعاصره ، فغاية هذه الشهادة بالألفاظ المزبورة هو أنّ المعاصر استقرأ إجمالاً العديد من الموارد من ديدن معاصره ، في نحو التثبّت والتقيّد بالرواية عن الثقات ، ولَمَسَ منه علوّ الخبرة في نقد الحديث ، واطّلع منه على درجة فائقة من الفقاهة تؤهّله لتمييز مضامين الحديث الصحيح منها الموافق للمذهب ، من السقيم المخالف للمعلوم من المذهب ، لا إنّه استقرأ كلّ مشايخ الرواية لمعاصره وغيرهم ممّن روى عنهم ، إذ ذلك غير متأتّ له ، وإن كانت ملازمته له ملازمة الظلّ للشمس ، كما هو العادة الغالبة في المعاشرة العلمية بين المتعاصرين ، سواء في معاشرة التلميذ وشيخ