• الفهرس
  • عدد النتائج:

صريع رحمه‌الله ، ومر به معقل بن يسار فذكر عزمته : ألا يلوى أحد علىّ ، فجعل علما عنده ، ومر أخوه سويد بن مقرن أو نعيم ، فألقى عليه ثوبا لكى لا يعرف ، ونصب الراية وهى تقطر دما ، قد قتل بها قبل أن يصرع ، وسقط ذو الحاجب عن بغلته فانشق بطنه ، وانهزم المشركون ، فاتبعوهم يقتلونهم كيف شاءوا.

فقال بعض من حضر ذلك اليوم : إنى لفى الثقل فثارت بيننا وبين القوم عجاجة قسطلانية ، فجعلت أسمع وقع السيوف على الهام ، ثم كشفت ، فإذا المسلمون يتبعونهم كالذباب يتبع الغنم ، فاتبعتهم طائفة من المسلمين حتى دخلوا مدينتهم ، ثم رجعوا ، وحوى المسلمون عسكرهم ، ورجع معقل بن يسار إلى النعمان بعد انهزام المشركين ومعه أدواة فيها ماء فغسل التراب عن وجهه ، فقال : من أنت؟ قال : معقل بن يسار ، قال : ما فعل الناس؟ قال : فتح الله عليهم ، قال : الحمد لله ، اكتبوا بذلك إلى عمر. وفاضت نفسه ، فاجتمع الناس وفيهم ابن الزبير وابن عمر ، فأرسلوا إلى أم ولده ، فقالوا : أعهد إليك عهدا؟ فقالت : هاهنا سفط فيه كتاب ، فأخذوه فإذا كتاب عمر إلى النعمان : إن حدث بك حدث فالأمير حذيفة ، فإن قتل ففلان ، فإن قتل ففلان.

فتولى أمر الناس حذيفة ، فأمر بالغنائم فجمعت ، ثم سار إلى مدينة نهاوند وقد حملت الغنائم إلى عسكرهم ، وحصر أهل المدينة وقاتلوهم ، فبيناهم يطاردونهم إذ لحق سماك بن عبيد عظيما من عظمائهم يقال له : دينار ، فسأله الأمان ، فأمنه وأدخله على حذيفة ، فصالحه عن البلد على ثمانمائة ألف وشيء من العسل والسمن ، وقال : إن لكم لوفاء بالعهد ، وأخاف عليكم خمسة أشياء : الخب والبخل والغدر والخيلاء والفجور ، وأخاف أن يأتيكم الخب من قبل النبط ، والخيلاء من قبل الروم ، والبخل من قبل فارس ، والفجور والغدر من قبل أهل الأهواز ، وأتى السائب بن الأقرع دهقان وقد جمعت الغنائم ، فقال له : أتؤمنني على دمى ودماء قرابتى وأدلك على كنز النخيرجان؟ ثم تجلبوا عليه فى الحرب فيقسم وتجرى عليه السهام ، ولم يحرزوه بجزية أقاموا عليها ، وإنما هو دفين دفنوه وفروا عنه ، فتأخذه لصاحبكم ، يعنى عمر رضي‌الله‌عنه ، تخصه به.

قال : أنت آمن إن كنت صادقا ، قال : فانهض معى ، فنهض معه فانتهى به إلى قلعة ، فرفع صخرة ودخل غارا فاستخرج سفطين ، فإذا قلائد منظومة بالدرر والياقوت وقرطة وخواتم وتيجان مكللة بالجوهر ، فأمنه ثم أتى به حذيفة فأخبره ، فقال : اكتمه ، فكتمه حتى قسم الغنائم بين الناس وعزل الخمس ، ثم خرج السائب مسرعا فقدم على عمر ، فقال له عمر : ما وراءك؟ فو الله ما نمت هذه الليلة إلا تغررا ، وما أتت علىّ ليلة بعد الليلة