• الفهرس
  • عدد النتائج:

فكان كذلك لم تغزوهم قريش بعد ذلك وكان هو صلى‌الله‌عليه‌وسلم يغزوهم حتى فتح الله عليه مكة.

وقال حسان بن ثابت فى يوم الخندق يجيب عبد الله بن الزبعرى شاعر قريش عن كلمة قالها فى ذلك :

هل رسم دارسة المقام بباب

متكلم لمحاور بجواب

قفر عفا رهم السحاب رسومه

وهبوب كل مظلة مرباب

ولقد رأيت بها الحلول يزينهم

بيض الوجوه ثواقب الأحساب (١)

فدع الديار وذكر كل خريدة

بيضاء آنسة الحديث كعاب (٢)

واشك الهموم إلى الإله وما ترى

من معشر ظلموا الرسول غضاب

ساروا بأجمعهم إليه وألبوا

أهل القرى وبوادى الأعراب

جيش عيينة وابن حرب فيهم

متخمطين بحلية الأحزاب

حتى إذا وردوا المدينة وارتجوا

قتل الرسول ومغنم الأسلاب

وغدوا علينا قادرين بأيدهم

ردوا بغيظهم على الأعقاب

بهبوب معصفة تفرق جمعهم

وجنود ربك سيد الأرباب

فكفى الإله المؤمنين قتالهم

وأثابهم فى الأجر خير ثواب

من بعد ما قنطوا ففرق جمعهم

تنزيل نصر مليكنا الوهاب

وأقر عين محمد وصحابه

وأذل كل مكذب مرتاب

عاتى الفؤاد موقع ذى ريبة

فى الكفر ليس بطاهر الأثواب (٣)

علق الشقاء بقلبه ففؤاده

فى الكفر آخر هذه الأحقاب

وقال كعب بن مالك فى ذلك ـ أيضا ـ يجيب ابن الزبعرى عن كلمته :

أبقى لنا حدث الحروب بقية

من خير نحلة ربنا الوهاب

بيضاء مشرقة الذرى ومعاطنا

حم الجذوع غزيرة الأحلاب

كاللوب يبذل جمعها وحفيلها

للجار وابن العم والمنتاب

ونزائعا مثل السراج نمى بها

علف الشعير وجزة المقضاب

__________________

(١) الحلول : البيوت المجتمعة. وثواقب : أى مشرقة.

(٢) الخريدة : أى المرأة الناعمة. والكعاب : أى التي نهد ثديها فى أول ما نهد.

(٣) عاتى الفؤاد : أى قاسيه. وموقع ذى ريبة : أصله من التوقيع فى ظهر الدابة ، وهو انسلاخ يكون فيه.