• الفهرس
  • عدد النتائج:

ما يصنع هذا السفيه؟ قال : أنت فعلت هذا بنفسك ، وهو يقول : أى رب ما أحلمك أى رب ما أحلمك! (١).

قال ابن إسحاق (٢) : ثم إنه قام فى نقض الصحيفة التي تكاتبت فيها قريش على بنى هاشم وبنى المطلب نفر من قريش ، ولم يبل أحد فيها أحسن من بلاء هشام بن عمرو بن الحارث بن حبيب بن نصر بن مالك بن حسل ، وذلك أنه كان ابن أخى نضلة بن هاشم بن عبد مناف لأمه ، فكان هشام لبنى هشام واصلا ، وكان ذا شرف فى قومه ، فكان فيما بلغنى ليلا بالبعير قد أوقره طعاما ، حتى إذا أقبله فى فم الشعب خلع خطامه من رأسه ثم ضرب على جنبه ليدخل الشعب عليهم ، ويأتى به قد أوقره [برّا] (٣) فيفعل به مثل ذلك.

ثم إنه مشى إلى زهير بن أمية بن المغيرة ، وأمه عاتكة بنت عبد المطلب ، فقال : يا زهير ، أرضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء ، وأخوالك حيث قد علمت لا يباعون ولا يبتاع منهم ولا ينكحون ولا ينكح إليهم ، أما إنى أحلف بالله ، أن لو كانوا أخوال أبى الحكم بن هشام ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم ما أجابك إليه أبدا.

فقال : ويحك يا هشام ، فما ذا أصنع؟ أنما أنا رجل واحد. والله لو كان معى رجل آخر لقمت فى نقضها حتى أنقضها. قال : قد وجدت رجلا. قال : من هو؟ قال : أنا. قال له زهير : ابغنا ثالثا.

فذهب إلى المطعم بن عدى فقال له : يا مطعم ، أرضيت أن يهلك بطنان من بنى عبد مناف وأنت شاهد على ذلك موافق لقريش فيه! أما والله لئن أمكنتموهم من هذه لتجدنهم إليها منكم سراعا قال : ويحك فما ذا أصنع؟ إنما أنا رجل واحد. قال : قد وجدت ثانيا. قال : من هو؟ قال : أنا. قال : أبغنا ثالثا. قال : قد فعلت. قال : من هو؟ قال : زهير بن أبى أمية. قال : ابغنا رابعا.

__________________

(١) انظر : السيرة (١ / ٣٠٦).

(٢) انظر : السيرة (١ / ٣٠٦ ـ ٣٠٨).

(٣) ما بين المعقوفتين كذا فى الأصل ، وفى السيرة : بزا. وقال السهيلى فى الروض الأنف : بزا بالزى المعجمة وفى غير نسخة الشيخ أبى بحر : برا ، وفى رواية يونس : بزا أو برا ، على الشك من الراوى.