ومرحباً فيه بكل بشاشة |
| متلطفاً إياه في الاقراءِ |
حتى إذا مرت ثلاث خلالها |
| وبها رأى النعمى وكل رخاءِ |
طلب الإقامة عندهم بشريطة |
| فيها يقوم بواجب وأداءِ |
وله يكون العيش عيش محلل |
| من دون مكروه ودفع بلاءِ |
وأراد أن يملي الأواني عندهم |
| ماء بكل صبيحة ومساءٍ |
وإذا به يقضي نهاراً صائماً |
| والليل يعبد ربّه بخفاءِ |
وبه تكاثر خيرهم ونعيمهم |
| يوماً فيوماً آمناً بهناءِ |
وعليه يطلّع الرئيس مباغتاً |
| لصَلاته في خشية وبكاءِ |
وإذا به كالبدر يسطع نوره |
| عنه تجلت وحشه الظلماءِ |
واراد يعرفه لمن هو ينتمي |
| في أصله ببصيرة ورواءِ |
فألح لكن دون جدوى انما |
| يخفي عليه مخافة البلواءِ |
وأراده صهراً ففوض أمره |
| فيما أراد بسكته وحياءِ |
وتمخض التزويج عن إكمامة |
| انثى فكانت نجمة الاحياءِ |
لكنما مرض الشريد لوم يزل |
| فيه الرئيس بلوعة وعزاء |
وتقاربت منه المنيّة واكتوى |
| فيه ولم ينفعه أي دواء |
ويقول هيا يا بني ألم تقل |
| لي مَنْ أبوك لكي يطيب رجائي |
فأجابه في عبرة مكبوتة |
| أذكت على طول المدى أحشائي |
ان كنت تسأل دارنا فيها |
| أتى جبريل يخدم أهلها بولاءِ |
أو كنت تسأل عن ترابي أنه |
| مهد الرسالة يثرب الاُمناءِ |
أو كنت تسأل عن أبي فلأنه |
| المختار أحمد سيد البلغاءِ |