• الفهرس
  • عدد النتائج:

اللهم إن لي منه صبية صغارا ، إن ضممتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إليّ جاعوا. فهذا هو اشتكاؤها إلى الله ، فنزل الوحي عند جدالها.

قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : سبحان من وسع سمعه الأصوات. كان بعض كلام خولة يخفى عليّ ، وسمع الله جدالها ، فبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أوس وعرض عليه كفارة الظهار : «العتق» ، فقال : ما أملك ، و «الصوم» ، فقال : ما أقدر ، و «الإطعام» ، فقال : لا أجد إلا أن تعينني ، فأعانه صلى‌الله‌عليه‌وسلم بخمسة عشر صاعا ودعا له ، فكفر بالإطعام وأمسك أهله. وكان عمر ، رضي الله تعالى عنه ، يكرم خولة إذا دخلت عليه ويقول : قد سمع الله لها. وقال الزمخشري : معنى قد : التوقع ، لأنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم والمجادلة كانا متوقعين أن يسمع الله مجادلتها وشكواها ، وينزل في ذلك ما يفرح عنها. انتهى.

وقرأ الحرميان وأبو عمرو : يظهرون بشدّهما ؛ والإخوان وابن عامر : يظاهرون مضارع ظاهر ؛ وأبيّ : يتظاهرون ، مضارع تظاهر ؛ وعنه : يتظهرون ، مضارع تظهر ؛ والمراد به كله الظهار ، وهو قول الرجل لامرأته : أنت عليّ كظهر أمي ، يريد في التحريم ، كأنه إشارة إلى الركوب ، إذ عرفه في ظهور الحيوان. والمعنى أنه لا يعلوها كما لا يعلو أمّه ، ولذلك تقول العرب في مقابلة ذلك : نزلت عن امرأتي ، أي طلقتها. وقوله : (مِنْكُمْ) ، إشارة إلى توبيخ العرب وتهجين عادتهم في الظهار ، لأنه كان من إيمان أهل جاهليتهم خاصة دون سائر الأمم.

وقرأ الجمهور : (أُمَّهاتِهِمْ) ، بالنصب على لغة الحجاز ؛ والمفضل عن عاصم : بالرفع على لغة تميم ؛ وابن مسعود : بأمهاتهم ، بزيادة الباء. قال الزمخشري : في لغة من ينصب. انتهى. يعني أنه لا تزاد الباء في لغة تميم ، وهذا ليس بشيء ، وقد رد ذلك على الزمخشري. وزيادة الباء في مثل : ما زيد بقائم ، كثير في لغة تميم ، والزمخشري تبع في ذلك أبا عليّ الفارسي رحمه‌الله. ولما كان معنى كظهر أمي : كأمي في التحريم ، ولا يراد خصوصية الظهر الذي هو من الجسد ، جاء النفي بقوله : (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ) ، ثم أكد ذلك بقوله : (إِنْ أُمَّهاتُهُمْ) : أي حقيقة ، (إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ) وألحق بهنّ في التحريم أمّهات الرضاع وأمّهات المؤمنين أزواج الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والزوجات لسن بأمّهات حقيقة ولا ملحقات بهنّ. فقول المظاهر منكر من القول تنكره الحقيقة وينكره الشرع ، وزور : كذب باطل منحرف عن الحق ، وهو محرم تحريم المكروهات جدّا ، فإذا وقع لزم ، وقد رجى تعالى