(١٥) فمن بعده مستصعب الأمر ماارتخى |
| لديك ولو ضاهيت في الملك مصعبا |
ولو كنت لقماناً فأمسيت في الوري |
| حكيماً لأنواع البلاء مطبّبا |
وفي الحكم داوداً وفي الحلم أحنفاً |
| وفي النظم سحباناً وفي النثر يعربا |
وفي المال قاروناً واُعطيت قوّة |
| تنوف لما أعطاه ربّك مرحبا |
وشابهت قسّ الساعديّ فصاحة |
| وضارعت يعقوب الأديب تأدّبا |
(٢٠) فياويح نفسي كم تقاسي من الدنا |
| بلايا أعادت ليل فودي أشيبا |
وذلك من فعل الزمان فكم رمى |
| بزاوية الهجران شهماً مجرّبا |
وسكّن أهل الجهل مرتفع البنا |
| و وطّن أهل الفضل منخفض الرُّبا |
بكلكله ألقى على كلّ ذي حجىً |
| فحمّله عبئاً من الخطب متعبا |
وبثّ على أهل المعالي صروفه |
| فأبدع في سبط النبيّ وأغربا |
(٢٥) أناخ به في عرصة الطفّ بعدما |
| أضاقت عليه الأرض شرقاً ومغربا |
وقد كان في ربع المدينة آمناً |
| فاُخرج منها خائفاً مترقّبا |
فياليت لا أمّته كتب اُميّة |
| وياليته لا كان فارق يثربا |
كأنّي به يفلي الفلاة بعيسه |
| إذا سبسباً وافاه جاوز سبسبا |
فمذ طاف ربع الطفّ ملّ جوادُه |
| فياليت لاملّ الجواد ولاكبا |
(٣٠) فحطّ على تلك السباسب رحلَه |
| وخطّ على تلك المضارب مضربا |
وأقبل يسعى نجل سعد لنحسه |
| يحثّ لديه مقنباً ثم مقنبا |
وأمسى على جمع البغاة مؤمّراً |
| وأضحى على شاطي الفرات مطنبا |
حماه عن الغزّ الحماة فأصبحت |
| ذراري رسول الله عُطشاً وسغّبا |
وشبّ لظى الهيجا ودارت رحى الفنا |
| وكلٌّ إلى كلّ دنا وتقربا |
(٣٥) فثارت لأخذ الثأر من عصبة الهدى |
| كماة يرون الموت أحلى واعذبا |
فمن كل قمر لوذعيّ شمردل |
| هزبر بنادي الكر مارام مهربا |
لقد ثبتوا حتى اُسيلت نفوسهم |
| لمرضاته صبراً على شفر الظُّبا |
وآب فريد العصر في مجمع العدى |
| وحيداً عليه كلّ وغد تألّبا |
له خاطر ما انفكّ عن لوعة الأسى |
| وقلب على شوك القتاد تقلّبا |
(٤٠) فيعدو بطرف في الكريهة ما كبا |
| ويسطو بعضب في الضريبة ما نبا |
تخال متى مدّت أكفّ مبارز |
| لديه وفوداً منه تلتمس الحبا |
إلى أن رُمي سهماً بلبّة قلبه |
| فخرّ وعن ظهر الجواد تنكّبا |