• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • مقدمة الطبعة الثانية : القرآن كتاب القرون والأجيال
  • مقدمة الطبعة الاُولى : منهج متكامل في علام التفسير
  • الفصل الأوّل : عالمية الإسلام على ضوء القرآن الكريم
  • هل كانت نبوّة نوح والكليم والمسيح عالمية ؟
  • الفصل الثاني : الخاتمية في الذكر الحكيم
  • الخاتمية في الأحاديث الإسلامية
  • الفصل الثالث : شبهات حول الخاتمية
  • الفصل الرابع : أسئلة حول الخاتمية
  • الفصل الخامس النبي الاُمّي في الذكر الحكيم
  • الفصل السادس : علم الغيب في الكتاب العزيز
  • مغيبات القرآن وأخباره الغيبية
  • الفصل السابع : اختصاص العلم بالغيب بالله سبحانه
  • تساؤلات حول علم النبي بالغيب
  • الفصل الثامن : سيرة النبي الأعظم وصفاته وأسماؤه في القرآن الكريم
  • انّهم يزعمون أنّك تعلم الغيب » ؟ فقال : « سبحان الله ، ضع يدك على رأسي ، فوالله ما بقيت في جسدي شعرة ولا في رأسي إلاّ قامت ، ثم قال : لا والله ، ما هي إلاّ وراثة عن رسول الله » (١).

    ٣. ما روي عن الإمام الصادق : أنّه خرج وهو مغضب فلمّا أخذ مجلسه قال : يا عجباً لأقوام يزعمون أنّا نعلم الغيب ، ما يعلم الغيب إلاّ الله عزّ وجلّ ، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت منّي ، فما علمت في أي بيوت الدار » (٢) ، فهذه الرواية محمولة ومفسرة بما أوضحناه ، وما سيوافيك من الأحاديث فالمقصود نفي العلم الاصالي القائم بذاتهم غير المستند إلى غيرهم ، وأمّا أنّه عليه‌السلام همّ بضرب جاريته فهربت فما علم مكانها ، فيوجّه بوجوه :

    أ. ما أسلفناه من كون علومهم على حسب مشيئتم وإنّهم إذا شاؤوا علموا.

    ب. ما وافاك من أنّ هنا مراحل ثلاثة ، مرحلة الاطلاع ، مرحلة العمل ، مرحلة الإعلام ولكلّ منها ، مقتضيات وشرائط وموانع ، وأنّه لا يستلزم العلم بالشيء العمل به ، فلعلّه عليه‌السلام أراد أن يطلع على مكانها من الطرق العادية لا غيرها.

    أضف إلى ذلك أنّ ذيل الرواية تفصح عمّا ذكرناه بوضوح ، ويعطي للإمام منزلة عظيمة ومكانة أرقى ممّن كان عنده علم من الكتاب ودونك لفظه : « قال سدير فلمّا أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وأبو بصير وميسر وقلنا له : جعلنا فداك سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك ، ونحن نعلم أنّك تعلم علماً كثيراً ولا ننسبك إلى علم الغيب ؟ قال : فقال : يا سدير ألم تقرأ القرآن ؟ قلت : بلى ، قال : فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عزّ وجلّ : ( قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )؟ ( النمل ـ ٤٠ ).

    __________________

    (١) رجال الكشي ص ٣٥٢ ـ ٣٥٣ ط الأعلمي ، ورواه شيخنا المفيد في أماليه في المجلس الثالث ص ١١٤ بأدنى تفاوت.

    (٢) الكافي ج ١ ص ٢٥٧.