• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • مقدمة الطبعة الثانية : القرآن كتاب القرون والأجيال
  • مقدمة الطبعة الاُولى : منهج متكامل في علام التفسير
  • الفصل الأوّل : عالمية الإسلام على ضوء القرآن الكريم
  • هل كانت نبوّة نوح والكليم والمسيح عالمية ؟
  • الفصل الثاني : الخاتمية في الذكر الحكيم
  • الخاتمية في الأحاديث الإسلامية
  • الفصل الثالث : شبهات حول الخاتمية
  • الفصل الرابع : أسئلة حول الخاتمية
  • الفصل الخامس النبي الاُمّي في الذكر الحكيم
  • الفصل السادس : علم الغيب في الكتاب العزيز
  • مغيبات القرآن وأخباره الغيبية
  • الفصل السابع : اختصاص العلم بالغيب بالله سبحانه
  • تساؤلات حول علم النبي بالغيب
  • الفصل الثامن : سيرة النبي الأعظم وصفاته وأسماؤه في القرآن الكريم
  • يسبقوه إلى أهله ، فجعل يقول : يا صباحاه يا صباحاه اوتيتم اوتيتم (١).

    هكذا بدأت الدعوة الإسلامية ، وهو صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخطو خطوات قصيرة ، يجابه ضوضاء الالحاد بحكمه وعظاته حتى دخل في الإسلام بعض الشخصيات البارزة ممن كانت لهم مكانة مرموقة بين الناس ، وانجذبت إليه قلوب كثير من الشبان وأصبحت أفئدتهم تهوى إليه ، غير أنّ الجو المفعم بالاحن والضغائن عرقل خطا دعوته ، وتفاقمت جرائم قريش نحوه ، فأجمعوا أمرهم على أن يخنقوا نداءه ، بإنهاء حياته وإطفاء نوره ، حيث اجتمع سادتهم في دار الندوة ، وأجمعوا على أن يأخذوا من كل قبيلة فتى شاباً ، ويسلّموا له سيفاً صارماً ، وأوصوا هؤلاء الشباب بأن يضربوه ضربة رجل واحد ، حتى يموت ، فيستريحوا منه ، وبذلك يتفرّق دمه في القبائل جميعاً ، ولا يقدر بنو هاشم ، على حربهم.

    ولكنّ الله ردّ كيدهم ، وصدّهم عن ذلك ، وخيّب حيلتهم ، وأخبر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن المكيدة الداهمة ، فغادر مكة متوجهاً إلى « يثرب » حتى دخلها ، فاجتمع حوله رجال من الأوس والخزرج ، وبايعوه ، ووعدوه بالنصر ، والمؤازرة والحراسة.

    والرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإن غادر مكة ، وترك قومه ، إلاّ أنّ قومه لم يتركوه ، بل أجّجوا نار الشحناء عليه ، ودارت بينهم وبين الرسول حروب دامية ، وحملات طاحنة ، وبذلت قريش آخر ما في وسعها ، ورمت كل ما في كنانتها ، وبالغت في تقويض الإسلام ، وهدم بنائه ، إلى أن دخل العام السادس ، من الهجرة ، فتعاهد الفريقان في أرض الحديبية على هدنة تدوم عشر سنوات ، بشروط خاصة.

    هذا الصلح الذي تصالح به المسلمون في الحديبية ، انقلب الى فتح مبين للإسلام ، فانتهز الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الفرصة لنشر دعوته في البلاد البعيدة ، فبعث سفراءه وفي أيدي كل واحد كتاب خاص إلى قيصر الروم ، وكسرى فارس ، وعظيم القبط ، وملك الحبشة ، والحارث بن أبي شمر الغساني ملك تخوم الشام ، وهوذة بن علي الحنفي ملك اليمامة ،

    __________________

    (١) السيرة الحلبية ، ج ١ ، ص ٣٢١ المقصود : هوجمتم من قبل العدو.