• الفهرس
  • عدد النتائج:

ولما كان المقام الشريف السليماني بحلب سنة إحدى وستين عزم على تركها فأبرم عليها بعض أركان الدولة في أن لا يتركها لرضى أهل الحرمين الشريفين به في مثل هذه المدة المديدة ، فبقيت في يده إلى أن مات في ربيع الأول سنة خمس وستين.

٨٨٣ ـ محمد بن سويدان العبيي المتوفى سنة ٩٦٥

محمد بن محمد بن سويدان الحلبي العبيي لبيعه العبي.

شيخ معمر منور صالح همداني الخرقة ، أدرك السيد عبيد الله التستري الهمداني وتلقن منه الذكر وذكر معه في حلقته كوالده.

قال : وكان الشيخ لا يزال بين يديه ثلاث عصي متساوية في الطول يذكر بهن من أساء الأدب في حلقة الذكر من الذاكرين بالتفات أو كلام. قال : وكانت هيبته فوق هيبة السلاطين. قال : حتى إن والدي حكى للشيخ أن شخصا أضاف الشيخ الكواكبي في بستان له فلو أضفناك في كرم لنا ، فأجابه : إن ذلك ليس من طريقتي ، ولكن أرسل إليك خلفائي ، قال : فأرسلهم فأضافهم والدي في كرمه وحملني شيئا من أحسن العنب ، فجئت به إلى الشيخ فصعدت إلى مكان كان فيه ، فإذا هو في رأس السلم ، فاستولت عليّ هيبته فسقط وعاء العنب من يدي ، فأخذ يسكتني قائلا : يا درويش محمد! يا درويش محمد! يا درويش محمد! هكذا ثلاث مرات.

قال : ومرة دخل تحت عهده رجل يقال له الشيخ إبراهيم بن فستق من أهل حلب ، فخرجنا معه إلى جبل الجوشن بالقرب من العمارة المشهورة بالمعز بن صالح وقد خربت في الدولة العثمانية واستعين بأحجارها في عمارة وقعت بقلعة حلب ، قال : فأفلتت لنا بغلة حرون ، فعجزنا عن إمساكها إلى أن غابت عنا فقال لنا الشيخ إبراهيم وهو حديث عهد بدخوله تحت العهد ليمتحن شيخنا في شأنها ، فأجبناه بالسمع والطاعة ، فقال : خذوا معنا في الذكر ، فذكرنا ساعة وإذا هي واقفة وراءنا غير مضطربة إلى أن قيدناها.

توفي الشيخ محمد بعد أن آخانا سنة خمس وستين وتسعمائة (وسنه نحو قرن) * رحمه‌الله تعالى.

__________________

(*) ما بين قوسين في الأصل : بحوقون ، وفيه نقص وتصحيف.