• الفهرس
  • عدد النتائج:

دار للمياء كنت أعهدها

يجمع شمل السرور معهدها

أقوت فلا ريمها وربربها

بها ولا غيدها وخرّدها

لا تلحني إن وقفت أنشدها

بيت أخي الشعر وهو سيّدها

(أهلا بدار سباك أغيدها

أبعد ما بان عنك خرّدها)

وكف عن عبرة أحدّرها

فيها وعن زفرة أصعّدها

هل هي إلا بلوى أحققها

ونار وجد بالدمع أخمدها

ما لبنات الهديل تطربني

ألحانها عندما ترددها

حمائم كلما هتفن ضحى

يشب من لوعتي توقّدها

أبكي وتبكي معي فنحن كذا

تسعدني تارة وأسعدها

يا من لنفس عن برئها عجزت

أساتها واستعاذ عوّدها

ومهجة قد قضت صبابتها

لها وقد خانها تجلّدها

ساروا بريا الشباب ناعمة

يزين أعطافها تأوّدها

ما لغصون النقا موشّحها

ولا لسرب المها مقلّدها

ساروا وفي حمولهم كبدي

تائهة ما أطيق أرشدها

بالله يا حاديي ركائبها

قفوا لعلّي في الركب أنشدها

في كل يوم دار أفارقها

وأهل دار بالرغم أفقدها

ترمي النوى بي وناقتي سعة

للبيد ينصي المصيّ فدفدها

أرح بمثواك همة تعبت

وعن بلا * لا تزال تجهدها

سينظر الناس بعدها ويرى

أطواق مدحي لمن أقلدها

قيل فأي الكرام تطلب أو

تقصد والحال أنت أحمدها

قلت منجّي العباد هاديها

إذا ما عرت ومرشدها

وقوله :

بالله إن لحظات فتان الهوى

لحظت فكن للناس أكبر ناسي

(متهتكا في هاتك بجماله

بل فاتك بقوامه المياس) (١)

__________________

(*) هكذا في الأصل ، وفي سلك الدرر : وعزبلا. ولعل الصواب : وعزة.

(١) هذان البيتان لأبي نواس من خمرية أتى بهما المترجم مضمنا.