• الفهرس
  • عدد النتائج:

للصلاة عليها إماما ، فكبر خمسا ، فقال فيه السيد أحمد بن النقيب هذه :

ومذ مصطفى صلى صلاة جنازة

وكبّر خمسا أعلن الناس لعنه

فقلت اعذروه إنه قلّد الندى

ومن قبل في الفتوى لقد قلّد ابنه

يشير إلى قول أبي تمام في قصيدته التي رثى بها إدريس بن بدر ومطلعها :

دموع أجابت داعي الحزن همّع

توصّل منا عن قلوب تقطّع

إلى أن قال :

ولم أنس سعي الجود خلف سريره

بأكسف بال يستقيم ويطلع

وتكبيره خمسا عليه معالنا

وإن كان تكبير المصلين أربع

وما كنت أدري يعلم الله قبلها

بأن الندى في أهله يتشيع

وقوله : ومن قبل في الفتوى إلخ إشارة إلى كاتب أسئلته الذي ذكرناه على طريق الاستخدام ، وهذا المقطوع من سحر الكلام.

٩٧٩ ـ محمد بن عبد الوهاب المهمندار المتوفى سنة ١٠٦٠

محمد بن عبد الوهاب بن تقي الدين المعروف بابن المهمندار الحلبي الحنفي ، والد شيخنا العالم الفهامة أحمد مفتي الشام الآن ، وزبدة من بها من العلماء ذوي الشان. لا برحت فضائله ملهج ألسنة الوصاف ، وفواضله مظنة الإطراء والإتحاف.

كان المذكور من أشهر مشاهير العلماء ، له بسطة باع في الفنون ، ويد طائلة في التحرير والتهذيب. قرأ بحلب على علمائها الأجلاء ، منهم الشيخ عمر العرضي ، وخرج وهو متقن متضلع. ودخل دمشق في سنة أربع وثلاثين وألف ، ثم هاجر إلى الروم وتوطنها ودرس بها العلوم وانتفع به جماعة. ثم لازم من المولى يحيى وصيّره شيخا لابنه المولى عبد القادر ، ثم استخلصه المولى صادق محمد بن أبي السعود لنفسه وقرأ عليه وانتفع به ، وبه شاع ذكره واشتهر بين موالي الروم. ثم درس بمدارس الخلافة إلى أن وصل إلى مدرسة والدة السلطان مراد فاتح بغداد ، وولي منها قضاء مدينة أيوب.