• الفهرس
  • عدد النتائج:

ولقد عن لي أن أعوّل على جنابك ، وأسأل من شريف أعتابك ، عن اسم يعرف بالشجاعة ، تقر له أبناء جنسه بالطاعة ، تخدمه الملوك والأعيان ، وتتبعه في المهامه الفرسان ، موضوع وهو محمول ، وعزيز مع أنه مقيد مغلول ، طالما سطا على عدوه فأورده الحمام ، ونال من إراقة دمه المرام ، ومع ذلك فهو يؤثر بما لديه وهو جائع ، ويفعل ولا يقول وهذا من أشرف الطبائع ، رباعي مع أن نصفه حرف من حروف الهجاء ، وإن صحف كان حرفا يستعمل عند الطلب والرجاء ، وإن حذفت أخيره وصحفت الباقي ظهر لك أنه أحد العناصر ، وبتصحيف آخر من غير حذف يبدو لك أحد أسماء القادر القاهر ، مظلوم مع أنه إن لوحظ نصفه الأخير كان في زي ظالم ، وربما أشعر بتصحيفه وحذف ثانيه أنه بريء من جميع المظالم ، فبالذي شيّد بك دعائم الأدب والكمال ، وجلى بفكرك غيهب كل إشكال ، إلا ما أوضحت مشكله ، وبينت خفيه ومقفله ، ولا برحت بنو الآداب ترد حياض آدابك الدافقة ، ويجنون من أزاهير رياض فضائلك الفائقة ، ما ترنم عندليب على فنن ، وحرك بشجوه من كل مغرم ما سكن. انتهى.

قال السيد أحمد ابن النقيب المذكور في ترجمة صاحب الترجمة : وكان بالقرب من ضريح المرحوم ، يعني والده السيد محمد ، عدة أشجار من العنّاب ، فشاهدت يوما أغصانها المخضرة ، تزهو بثمارها المحمرة ، فأتبعت الحسرة بالحسرة ، ولم أملك سوابق العبرة ، وجادت الطبيعة بأبيات على البديهة هي :

وقائلة والدمع في صحن خدها

يفيض كهطّال من السحب قد همى

أرى شجر العناب في البقعة التي

بها جدث ضم الشريف المعظّما

له خضرة المرتاح حتى كأنه

على فقده ما إن أحس تألما

وأغصانه فيها ثمار كأنها

بحمرتها تبدي السرور تلوّما

ولو أنصفت كانت لعظم مصابه

ذوت واكفهرت حيرة وتندّما

فقلت لها ما كان ذاك تهاونا

بما نالنا من رزئه وتهضّما

ولكنها لما وضعنا بأصله

غديرا بأنواع الفضائل مفعما

بدت خضرة منه تروق وحزنه

كمين فلا تستفظعيه توهّما

وما احمرت الأثمار إلا لأننا

سقيناه دمعا كان أكثره دما

فوقف الكوراني على ذلك فقال أبياتا منها :