• الفهرس
  • عدد النتائج:

قد أفرد في ظل أبيه عنه العلوم وتخرج عليه في الأدب ، وأخذ عن البدر محمود البيلوني وعن الشيخ عمر العرضي.

وكتب إليه جدي القاضي محب الدين بالإجازة من دمشق في سنة خمس وتسعين وتسعمائة.

وحج بعد الألف ورجع إلى حلب وانعزل عن الناس ولزم المطالعة والكتابة والتلاوة للقرآن كثيرا.

وكان صافي السريرة ، لا تعهد له زلة. ونظم الدرر والغرر في فقه الحنفية من بحر الرجز ، ودل على ملكته الراسخة ، فإن العادة فيما ينظم أن يكون مختصرا.

وبالجملة فإنه كان يغلب على طبعه الأدب. وكان له حسن محاضرة. وله شعر قليل منقح ، منه قوله :

ولما انطوت بالقرب شقّة بيننا

وغابت وشاة دوننا وعيون

بسطت لها والوجد يعبث بالحشا

شجون حديث والحديث شجون

الحديث شجون مثل من أمثال العرب ، وأصله ذو شجون ، أي ذو طرق ، والواحد شجن بسكون الجيم. وقد نظم أبو بكر القهستاني هذا المثل ومثلا آخر في بيت واحد وأحسن ما شاء ، وهو قوله :

تذكر نجدا والحديث شجون

فجنّ اشتياقا والجنون فنون

ولابن المنلا من قصيدة قرظ بها شعرا ليوسف بن عمران الحلبي الشاعر المشهور :

أطرسك هذا أم لجين مذهّب

ونظمك أم خمر لهمّي مذهب

وتلك سطور أم عقود جواهر

وزهر سماء أم هو الروض مخصب

وتلك معان أم غوان تروق لل

عيون وباللحن المسامع تطرب

فيا حبذا هذي القوافي التي بمن

يعارضها ظفر المنية ينشب

لقد أحكمتها فكرة ألمعية

فكدت لها من رقة النظم أشرب

فكم غزل قد هز ذا سلوة إلى ال

تصابي فأضحى بالغزال يشبّب

فيا بحر فضل فائض بلآلىء

لها فكرك الوقّاد ما زال يثقب