• الفهرس
  • عدد النتائج:

عبد الله بن عمرو بن العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال (الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).

ويتعلق بالحديث فوائده.

منها أنه حديث حسن أخرجه الإمام أحمد والحميدي في مسنديهما عن سفيان بن عيينة والبخاري في بعض تصانيفه عن عبد الرحمن بن بشر ، وأبو داود في سننه عن مسدد ، وأبو بكر بن أبي شيبة والترمذي في جامعه عن محمد بن أبي عمر العدني ثلاثتهم عن ابن عيينة قال الترمذي : إنه حسن صحيح ، وصححه الحاكم. قال القاضي زكريا الأنصاري : وهو كذلك باعتبار ماله من المتابعات والشواهد.

ومنها أن أبا الفرج ابن الجوزي المذكور في السند متهم ، قرأت بخط والدي شيخ الإسلام البدر الغزي ما نصه : قال شيخنا القاضي زكريا : إنه بضم الجيم وليس هو ابن الجوزي الواعظ فليعلم. قال الشيخ الوالد : نظر فيه بعضهم (١).

ومنها لما أملى الحديث علينا شيخنا البيلوني أملاه : يرحمكم من في السماء بالرفع على أنه جملة دعائية ، ثم قال : كذلك أفادنا شيخنا العمادي وقال : إن الرواية بالرفع وليست بالجزم على أنه جواب الأمر.

ثم إن شيخنا البيلوني سافر في أواخر رجب المذكور من دمشق إلى مصر فمات بها في رمضان أو بعده (قال العرضي في شوال) سنة سبع المذكورة بتقديم السين بعد الألف ، وحضر جنازته والصلاة عليه قاضي قضاة مصر إذ ذاك يحيى أفندي محدثا عنه أنه لما ورد حلب مع أبيه زكريا أفندي حاجين ويحيى أفندي يومئذ قاضي الركب الشامى اجتمع بشيخنا صاحب الترجمة وقال له : نراك إن شاء الله تعالى قاضيا بحلب تم بمصر ، قال : فلما وليت حلب كنت أعتقد الشيخ وأتأول قوله ثم تكون قاضيا بمصر ، ولم أتحقق أن المعطوف متعلقا مع المعطوف عليه في حكم واحد بفعل الرواية ، ولما وليت قضاء مصر زاد اعتقادي في الشيخ على التأويل المذكور حتى تحققت ذلك الآن حين رآني الشيخ بمصر قاضيا قبل موته ، وظهر صدق كشف الشيخ رحمه‌الله تعالى.

__________________

(١) يظهر أن النظر عدم تسليم ذلك وأنه ابن الجوزي الواعظ المشهور وهو ثقة ليس بمتهم وهو بفتح الجيم.