• الفهرس
  • عدد النتائج:

و «عقيدة» في نصف كراس ، وذكر في آخر زاد المساكين من نظمه أبياتا خمسة عشر وهي :

زاد المساكين قد تبدّى

لمن لنيل العلا تصدّى

صحيح قول بلا توان

في حب مولاه صار فردا

يا طالبا للسلوك بادر

فإن هزل السلوك جدّا

وتب إلى الله قبل يوم

تصير فيه الجبال هدّا

قاسوا على الذاب بالمربي (هكذا) (١)

وطالب القوت ما تعدّى

قد فاز من فاز بالتداني

إلى وصال الحبيب يهدى

وخاب في الناس كل فاني

قد أذهب العمر فيه جهدا

ثم لما اتفقت المحنة لأهل بلدة حلب مع الدولة الرومية عام أربع وثلاثين وتسعمائة أمر الخنكار بإرساله إلى رودس ، ثم أطلق منها هو وجماعة ، ثم جاور بمكة ملازما للعبادة وصار مصرفا للفتوحات وقررت له المرتبات. انتهى كلامه.

وقد صلي عليه بحلب صلاة الغائب لورود خبر موته في رجب سنة اثنتين وخمسين ، ثم ظهر أنه حي. ولما بلغه أنه صلي عليه تمنى أن لو صلي عليه مرة أخرى ثم وثم.

ثم كانت وفاته بين مكة والطائف في رجب سنة خمس وخمسين ، إلا أنه دفن بمكة رحمه‌الله تعالى.

أقول : لم يذكر المؤلف أسباب نفور أستاذه السيد علي بن ميمون منه ، وقد ذكر ذلك صاحب «الكواكب السائرة» حيث قال ناقلا عن صاحب «الشقايق» : إن صاحب الترجمة سافر مع سيدي علي بن ميمون في نواحي حماة ، وكانت الأسد كثيرة في تلك النواحي ، فشكوا منه إلى الشيخ ابن ميمون فقال : أذّنوا ، فأذّنوا فلم يبرح ، فذكروا ذلك للشيخ فقال : أذنوا ثانيا ، فتقدم الكازواني فغاب الأسد عن أعينهم ولم يعلموا أخسفت به الأرض أم ذاب في مكانه ، فذكروا ذلك لسيدي علي بن ميمون فغضب على الكازواني وقال له : أفسدت طريقنا ، وطرده ولم يقبله حتى مات ، فأراد الكازواني أن يرجع إلى خلفاء الشيخ فلم يقبلوه ، حتى ذهب إلى بلاد المغرب وأتى بكتاب من الشيخ عرفة أستاذ

__________________

(١) اختلفت النسخ المخطوطة من در الحبب في رواية هذا الشطر. وفي المطبوعة : فأسوا على الدأب بالمربي.