• الفهرس
  • عدد النتائج:

وبرع وتميز ونظم ونثر مع ظرف ولطف ومحاسن جمة ، ولكنه بواسطة خلطته لخاله عبد البر بن الشحنة الحنفي باع كتبه وموجوده وركبه الدين مرة بعد أخرى ثم انتظم حاله.

وناب في القضاء في القاهرة ودمشق وبلده وحسن حاله ، وكان بالقاهرة في سنة خمس وتسعين وثمانماية وزارني حينئذ. انتهى ما ذكره السخاوي.

توفي ليلة السبت تاسع عشري رجب سنة إحدى وعشرين وتسعمائة. وكان ذا فطنة وحافظة ورفاهية وجد في أمر الطهارة ، حتى نقل أنه كان يجعل غداه من الحلاوة السكرية أحيانا كثيرة ، فإذا دخل الحمّام فرش له في داخلها طنفسة صغيرة.

وولي قضاء حماة ثم قضاء حلب استقلالا ، وناط قضاء حلب بولده أقضى القضاة زين الدين عمر إلى أن أصيب بموته وعزل عن قضائها بعمي الكمال الشافعي ، ولما ولي قضاء حماة أنشده وقد قدم حلب بعض أحبابه حيث قال :

حماة مذ صرت بها قاضيا

استبشر الداني مع القاصي

وكل من فيها أتى طائعا

إليك وانقاد لك العاصي

وبلغني أنه اختصر جمع الجوامع في الأصول ، وأنه كتب كتابا كبيرا في غير مجلد جمع فيه من النوادر والأشعار ما لا يحصى كثرة.

وكان لهجا بتواريخ الناس وطريق أهل الأدب لا يمل محاضره من محاضرته ولا يمل في استطالة معاشرته.

وفي نسخة در الحبب التي في الحلوية زيادة على ما هنا ، منها : وللقاضي جلال الدين مضمنا :

بروحي من الأتراك ظبيا مهفهفا

إذا مارنا كنت المصاب بعينه

أتى زائرا ليلا فأشرق وجهه

كأن الثريا علقت في جبينه

وله تخميس الأبيات المشهورة للشاب الظريف محمد بن العفيف حيث قال :

غبتم فطرفي من الهجران ما غمضا

ولم أجد عنكم لي في الهوى عوضا

فيا عذولا بعبء اللوم قد نهضا

للعاشقين بأحكام الغرام رضى

فلا تكن يا فتى بالعذر معترضا