• الفهرس
  • عدد النتائج:

الصلاح يوسف بن أيوب ، الحموي ثم الحلبي الشافعي الصوفي المعروف بابن الشماع.

ولد في مستهل سنة إحدى وسبعين وسبعمائة بحماة ، ثم انتقل منها إلى مصر فأخذ الفقه والأصول والعربية والمنطق عن عدة جماعة بها ، وأخذ طريق القوم عن البرهان ابن البقال بها ، وقال إنه أخذه بتبريز في سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة عن الجمال عبد الله العجمي شيخ الشهاب ابن الناصح الذي قيل إنه عمّر ماية وستة وثمانين سنة وإن أول شيء أدخل جوفه ريق الشيخ عبد القادر الكيلاني حيث حنكه وألبسه لما أتت به أمه إليه. قال السخاوي : وذلك بعيد عن الصحة. وقال : وكذا صحب الزين الخافي وغيره من شيوخ الوقت ، واستوطن حلب متصديا لتربية المريدين وإرشاد القاصدين. قال : ولقد لقيته بها.

قال : وكان إماما علامة فصيحا طلق اللسان رائق النظم والنثر بديع الذكاء حسن الأخلاق والمعاشرة والشكالة والبزة ممتع المحاضرة سريع الجواب مجيدا لما يتكلم فيه مثريا ذا مال طائل منعزلا عن الناس ببيته الذي أنشأه بحلب متعففا عن وظائف الفقهاء وما أشبهها ذا يد طولى في علم الكلام والفلك والحروف والتصوف ، ولكنه ينسب إلى مقالة ابن عربي ، ولذا كان البلاطنسي (١) يقع فيه. قال : ورأيت بخطه ما يدل على التبري من ذلك.

وقد حج غير مرة وجاور بمكة ، ودخل الهند وساح ورابط ببعض الثغور وقتا ، وعمل كتابا في مصطلح الصوفية سماه «منشأ الأغاليط في اصطلاح الصوفية» ، وأفرد رحلته في مجلد وعقيدته بالتأليف وتبرأ فيها من كل ما يخالف السنة والجماعة. ولم يزل على جلالته إلى أن وقع بحلب فناء عظيم توفي فيه غالب من عنده ، فأسف وتوجه إلى مكة عازما على المجاورة بها.

ولقيه السيد العلاء أبو عفيف الدين بالشام وهو متوعك فقال له : قد كنت عزمت على المجاورة بمكة والآن وقع في خاطري مزيد الرغبة في المجاورة بالمدينة النبوية. وكان كذلك ، فإنه استمر في توعكه إلى يوم دخوله ، وذلك في يوم الثلاثاء العشرين من ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثمانماية فمات ودفن بالبقيع. ورثاه زوج ابنته الفاضل جلال الدين ابن النصيبي بقصيدة مطلعها :

__________________

(١) هو محمد بن عبد الله بن خليل البلاطنسي (٧٩٨ ـ ٨٦٣ ه‍). اقتدى بشيخه العلاء البخاري في تقبيح ابن عربي ومن نحا نحوه. والبلاطنسي : نسبة إلى بلاطنس : حصن منيع بسواحل الشام مقابل اللاذقية.