• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • حرف النون الملوك والأمراء

  • حرف الصاد من الأعيان والوزراء

  • حرف العين من ترجمة الملوك والأمراء

  • الجامع من صحنه سنة ست عشرة ، وعوّض أرجل قسيّه أعمدة الرخام ، وجلب الرّءوس والموائد من قرطبة ، وفرش صحنه بكذّان الصّخيرة (١). ومن مكارمه أنه لمّا ولّي مستخلص غرناطة وإشبيلية ، وجّهه أميره علي بن يوسف بن تاشفين إلى طرطوشة برسم بنائها ، وإصلاح خللها ، فلمّا استوفى الغاية فيها قلّده ، واستصحب جملة من ماله لمؤنته المختصّة به ، فلما احتلّها سأل قاضيها ، فكتب إليه جملة من أهلها ممن ضعف حاله وقلّ تصرفه من ذوي البيوتات ، فاستعملهم أمناء في كل وجه جميل ، ووسّع أرزاقهم ، حتى كمل له ما أراد من عمله. ومن عجز أن يستعمله وصله من ماله. وصدر عنها وقد أنعش خلقا كثيرا.

    شعره : من قوله في مجلس أطربه سماعه ، وبسطه احتشاد الأنس فيه واجتماعه (٢) : [الخفيف]

    لا تلمني إذا طربت لشجو (٣)

    يبعث الأنس فالكريم طروب

    ليس شقّ الجيوب حقّا علينا

    إنما الحقّ (٤) أن تشقّ القلوب

    وقال ، وقد قطف غلام من غلمانه نوّارة ، ومدّ بها يده إلى أبي نصر الفتح بن عبيد الله (٥) ، فقال أبو نصر (٦) : [الطويل]

    وبدر بدا والطّرف مطلع حسنه

    وفي كفّه من رائق النّور كوكب

    يروح لتعذيب النفوس ويغتدي

    ويطلع في أفق الجمال ويغرب

    فقال أبو محمد بن مالك (٧) : [الطويل]

    ويحسد (٨) منه الغصن أيّ مهفهف

    يجيء على مثل الكئيب ويذهب

    __________________

    (١) في النفح : «الصخر». والكذّان : حجارة رخوة.

    (٢) البيتان في قلائد العقيان (ص ١٦٩) ونفح الطيب (ج ٢ ص ٢٠٥) و (ج ٤ ص ٢٠٤).

    (٣) في القلائد : «لشدو».

    (٤) في النفح : (ج ٢ ص ٢٠٥): «الشأن».

    (٥) هو أبو نصر الفتح بن خاقان ، صاحب «قلائد العقيان» و «مطمح الأنفس».

    (٦) البيتان في نفح الطيب (ج ٤ ص ٢٠٤). وورد البيت الأول في نفح الطيب (ج ٢ ص ٢٠٥) منسوبا إلى ابن مالك. وورد البيت الثاني في قلائد العقيان (ص ١٧٠) ونفح الطيب (ج ٢ ص ٢٠٥) منسوبا إلى محمد بن مالك.

    (٧) البيت في قلائد العقيان (ص ١٧٠) ونفح الطيب (ج ٢ ص ٢٠٤).

    (٨) في القلائد : «ويحسن».