• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • القسم الأوّل

  • في حلى المعاهد والأماكن والمنازل والمساكن

  • القسم الثاني

  • في حلى الزّائر والقاطن والمتحرّك والسّاكن

  • كانت أمّ الأنوار وجلا الأبصار ، مهما أغمى مكانها من الأفق قيل : أليل (١) هو أم نهار؟ وكما في علمكم ما فارق ذوو الأحلام (٢) ، وأولو الأرحام ، مواطن استقرارهم ، وأماكن قرارهم ، إلّا برغمهم واضطرارهم ، واستبدال دار هي (٣) خير من دارهم ، ومتى توازن الأندلس بالمغرب ، أو يعوّض عنها إلّا بمكة أو يثرب؟ ما تحت أديمها أشلاء أولياء وعبّاد ، وما فوقه مرابط جهاد ، ومعاقد ألوية في سبيل الله ، ومضارب أوتاد ؛ ثم يبوّئ (٤) ولده مبوّأ أجداده ، ويجمع له بين طرافه (٥) وتلاده ؛ أعيذ أنظاركم المسدّدة من رأي فائل (٦) ، وسعي طويل لم يحل منه بطائل ، فحسبكم من هذا الإياب السعيد ، والعود الحميد ، وهي طويلة.

    فأجبته عنها بقولي (٧) : [السريع]

    لم في الهوى العذريّ أو لا تلم

    فالعذل لا يدخل أسماعي

    شأنك تعنيفي وشأني الهوى

    كلّ امرئ في شأنه ساعي

    «أهلا بتحفة القادم ، وريحانة المنادم ، وذكرى (٨) الهوى المتقادم ، لا يصغّر (٩) الله مسراك! فما أسراك ، لقد جلبت (١٠) إليّ من همومي ليلا ، وجبت (١١) خيلا ورجلا ، ووفّيت من صاع الوفاء كيلا ، وظننت بي الأسف على ما فات ، فأعملت الالتفات ، لكيلا (١٢) ، فأقسم لو أنّ الأمر (١٣) اليوم بيدي ، أو كانت اللّمّة السوداء من عددي ، ما أفلتّ أشراكي المنصوبة لأمثالك (١٤) ، حول المياه

    __________________

    (١) في الأصل : «الليل» والتصويب من المصدرين.

    (٢) في المصدرين : «ذوو الأرحام وأولو الأحلام».

    (٣) كلمة «هي» غير واردة في المصدرين.

    (٤) كذا في أزهار الرياض. وفي النفح : «يبوّأ».

    (٥) في المصدرين : «طارفه».

    (٦) الرأي الفائل : الضعيف. لسان العرب (فيل).

    (٧) هذان البيتان والرسالة في ريحانة الكتاب (ج ٢ ص ٢٠٢ ـ ٢٠٥) ، ونفح الطيب (ج ٨ ص ١٦٧ ـ ١٧٠) ، والكتيبة الكامنة (ص ٢٤٤ ـ ٢٤٥) ، وأزهار الرياض (ج ١ ص ٢٦٧ ـ ٢٧٠).

    (٨) في النفح : «وذكر».

    (٩) في الكتيبة : «لا يصفر».

    (١٠) في النفح والأزهار : «جبت». وفي الريحانة : «جئت».

    (١١) في النفح والأزهار : «وجست رجلا وخيلا». وفي الريحانة : «وجبته ...».

    (١٢) هذا من الاكتفاء ، وهو يشير إلى قول الله تعالى : (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ) سورة الحديد ٥٧ ، الآية ٢٣.

    (١٣) في الريحانة : «أمري».

    (١٤) أخذه من بيت الشريف الرضي : [البسيط]

    لو كانت اللّمّة السوداء من عددي

    يوم الغميم لما أفلتّ أشراكي