• الفهرس
  • عدد النتائج:

ذهبت ومن رام المعالي يذهب

وأبت ولم أظفر بما أتطلب

سعيت إلى العلياء غاية طاقتي

ورحت إلى أفلاكها أتوثب

سبحت على بحر المجرة ماخرا

عبابا من الآمال أطفو وأرسب

رصدت السهي حينا فأبصرت طالعي

جميلا ولكن فيه سر محجب

فيا طالعي بالله هل من هناءة

تألق لي أم أن برقك خلب

وهل مطمئن أنت أم أنت خائف

تفر من النحس البغيض وتهرب

وهل لي إلى النعمي سبيل موصل

وهل لي من البؤسي مناص ومهرب

أتسعدني الآمال بعد مطالها

ويدنو من الآمال ما أترقب

إزاء شقائي مطعم الصاب كالجنى

ونور نهاري من مشاكيه غيهب

ولو لم أصادف سوء حظي وشؤمه

لعشت سعيدا لم يضق بي مذهب

يسمونه حظا وجدا وطالعا

وأما المسمى فالقضاء المغيب

مقادير شتى والمقدر واحد

مشيئته كالسيف بل هي أثقب

له المثل الأعلى وفي كل ذرة

من الكون سر بالتأله يعرب

هنالك شيء كل فكر يمسه

ويلمسه الوحشي والمتهذب

هو الله سماه الطبيعي قوة

وطبعا وفي علم الأثير تربب

ومن شأنه فينا الظهور بفيضه

وآثاره والشأن فينا التعجب

أأجهل روحي ثم أعلم ربها

ضلال غريب والتشبث أغرب

سننظر وجه الله في الخلد ظاهرا

كما هو يجلوه الجلال فنطرب

نراه بإحساس بديع مخصص

يطيب خيالا والتحقق أطيب

هنالك يبدو كل حسن مذمما

وكل ارتياح غير ذلك متعب

عن المثل والأضداد جل جلاله

وراجى سوى التوفيق منه مخيب

وما الكون إلا ذرة فوق ذرة

سماء وأفلاك وأرض وكوكب

فكل بكل في نظام مدبر

جماد وحي كل شيء مرتب

بدائع إحكام وإتقان صانع

فسبحانك اللهم أنت المحجب

تمنيت موتا ليس فيه جهنم

وإلا فعيشا لست فيه أعذب