• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الباب الأول : الأزهر خلال التاريخ
  • الفصل الأول : مصر قبل إنشاء الأزهر
  • الفصل الثاني : مصر في ظلال الدولة الفاطمية
  • الفصل الثالث : تأسيس الأزهر وبدء حياته الجامعية
  • الفصل الرابع : الأزهر في ظلال الفاطميين
  • الفصل الخامس : الأزهر في عهد الدولة الأيوبية
  • الفصل السادس : الأزهر في ظلال دولتي المماليك
  • الفصل السابع : الازهر في عهد الدولة العثمانية
  • الفصل الثامن : الأزهر بعد الحكم العثماني
  • الباب الثاني : تاريخ الأزهر الحديث
  • الفصل الأول : القوة الشعبية ممثلة في الأزهر
  • الفصل الثاني : بعد الثورة العرابية
  • الفصل الثالث : الأزهر والحركة الوطنية عام 1919
  • الفصل الرابع : الثورة المصرية الثالثة والأزهر
  • الباب الثالث : شيوخ الأزهر
  • الفصل الأول : مشيخة الأزهر وشيوخه
  • الفصل الثاني : تراجم لبعض شيوخ الأزهر
  • الديني ، فخرج الرجال والشبان ولم يبق سوى الضعفاء والأطفال والنساء ، وجاد كل منهم بما يملك من دراهم ، وابتاعوا السلاح والذخيرة والخيام. وهبط مكرم من القلعة إلى ساحل بولاق يحمل علما يسميه العامة «البيرق النبوي» ، والناس حوله ألوف مؤلفة ، وفي أيديهم السلاح الساذج من سيوف ومدى وهراوات ، ومعهم الطبول والزمور ، ووقفوا على غير نظام يشدون أزر جيش المماليك الذي كان يقاتل على الضفة الأخرى للنيل.

    كان مكرم يحسب أن الأمراء المماليك من طراز بيبرس وقلاوون والناصر الذين صدوا جحافل التتار والصليبيين ، ولكن موقعة النيل بددت أحلامه ، فقد هزموا في ساعات معدودات ، مما جعله يؤمن بأن مماليك أيامه لا يحاكون في شيء المماليك الأول ، فهم جبناء ، عتاة ، ظالمون.

    وعلى الرغم من ان مكرم لا دراية له بفنون الحرب ولا أساليب القتال ، إلا أنه شهد بعينيه فرار قوات المماليك ، وزحف القوات المغيرة على القاهرة ، واحتلال أطرافها ، وأبت عليه كرامته أن يقبل هذا الهوان ، فخرج الى الشام وأقام في جنوبها يرقب الأحداث التي تجري في وطنه عن كثب ، فلما كان نابليون بونابرت في يافا حرص على أكرام من وجدهم من المصريين هناك .. وأكبر في عمر مكرم عاطفته المشبوبة ورأسه المرفوع ، وكرامته التي يذود عنها ، فيسر له سبيل العودة إلى وطنه.

    وكانت القاهرة في غضون الفترة التي عاد فيها مكرم تغلى كالمرجل ، والثورة على الأبواب. كانت في حالة ثورة نفسية كامنة ، وكان تحرير الوطن من نير الأجنبي قبلة الجميع ، فلما شرع الزعيم يدعو أفراد الشعب إلى الخروج والجهاد ولقاء الغاصب المحتل ، أقبل الناس على تلبية دعوته ، فأقاموا المتاريس وحفروا الخنادق وتحصنوا في الجوامع ، وانشأوا معملا للبارود ، وجاءوا بالصناع والعمال ، واحتالوا في صنع آلات القتال من بنادق وذخائر ، وأشرف مكرم على جمع التبرعات لتمويل الحركة ، وأخيرا بدأ النضال عنيفا سافرا بين المحاصرين والمدافعين ، وشهد الفرنسيون ببسالة المصريين واقتحامهم المخاطر والأهوال ، ولكن المقاومة انتهت بتغلب