• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الباب الأول : الأزهر خلال التاريخ
  • الفصل الأول : مصر قبل إنشاء الأزهر
  • الفصل الثاني : مصر في ظلال الدولة الفاطمية
  • الفصل الثالث : تأسيس الأزهر وبدء حياته الجامعية
  • الفصل الرابع : الأزهر في ظلال الفاطميين
  • الفصل الخامس : الأزهر في عهد الدولة الأيوبية
  • الفصل السادس : الأزهر في ظلال دولتي المماليك
  • الفصل السابع : الازهر في عهد الدولة العثمانية
  • الفصل الثامن : الأزهر بعد الحكم العثماني
  • الباب الثاني : تاريخ الأزهر الحديث
  • الفصل الأول : القوة الشعبية ممثلة في الأزهر
  • الفصل الثاني : بعد الثورة العرابية
  • الفصل الثالث : الأزهر والحركة الوطنية عام 1919
  • الفصل الرابع : الثورة المصرية الثالثة والأزهر
  • الباب الثالث : شيوخ الأزهر
  • الفصل الأول : مشيخة الأزهر وشيوخه
  • الفصل الثاني : تراجم لبعض شيوخ الأزهر
  • كيف ينادي علينا هذا الشيخ الفقيه بالبيع ونحن ملوك الأرض ، والله لأضربنه بسيفي هذا «فما كان حكم الناس من شأن فقيه ، ولا كانت أقدار الناس على ما يفتى به ، ثم ركب في جماعته ليثأر لنفسه ولجماعته بالسيف ، وليضع حدا لتطاوله عليهم وهم أمراء مصر وملوك الأرض!

    ووقف نائب السلطنة على باب الشيخ ممتطيا صهوة جواده ، والسيف في يده قائم كأنه متأهب لميدان حرب ، وطرق الباب على الشيخ طرقات قوية عنيفة ، فخرج ولد الشيخ يستطلع الأمر ، فأذهله ما رأى من هيئة نائب السلطنة وجماعته وزاد من رعبه وفزعه أن سأله نائب السلطنة عن والده ليفتك به ، وليتركه بدادا بسيفه ، وأسرع ولد الشيخ الى داخل الدار فزعا جزعا ينبىء والده بالشر المتربص بالباب ويسأله أن يختفي ، فلا يظهر نفسه حتى يدبر للهرب أو يؤذن الله بالفرج.

    وابتسم الشيخ لما سمع ، وهدّأ من روع ولده قائلا : لا عليك يا بني ، فأبوك أقل من أن يقتل في سبيل الله ، ثم نهض إلى باب الدار ، شامخا كالطود ، جريئا كالأسد ثابتا يزيد من ثباته وهيبته إيمان قوي بالله يتضاءل كل ما في هذه الدنيا بجانبه ، ووقف الشيخ الأعزل إلا من قوة الحق وصدق الأيمان أمام نائب السلطنة وهو في سلاحه وعتاده وجنده ، وما زاد الشيخ على أن أرسلها نظرة حادة نافذة ، فإذا بنائب السلطنة يذعن أمام هيبة الشيخ ويتضاءل في سلاحه وجنده ، وإذا به يسرع فيغمد سيفه ، ويترجل من فوق جواده ، ويهوي على يد الشيخ يقبلها ، وأطرافه يمسحها ، ويسأله أن يغفر له ما فرط منه ، وأن يتجاوز عما ارتكب في حقه ، ويطلب منه الدعاء والرضاء «قائلا : ايش يا سيدي تريد أن تعمل».

    قال الشيخ : أريد أن أنادي عليكم وأبيعكم. قال : وماذا تصنع بثمننا؟ قال : أصرفه في مصالح المسلمين ، قال : ومن يقبض الثمن قال : أنا أقبضه وأتولى صرفه. قال : لك ما تشاء في أمرنا.

    وأصبح الصباح في اليوم الثاني ، وعقد مجلس كبير من رجالات