• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • القسم الأول

  • القسم الثاني

  • القسم الثالث

  • في سنة (١٠٥٨ ه‍) على عمّه بدر بن عمر ـ وكان طغى وبغى ـ فجاءت نجدة الإمام المتوكّل على الله إسماعيل فهزمته ، وردّت الملك لعمّه ، وألقى هو بنفسه في أحضان قائد الجيوش المتوكليّة الصّفيّ أحمد بن الحسن ، فأرسله إلى صنعاء ، فعفا عنه الإمام ، ثمّ عاد وأقام بسيئون إلى أن مات في سنة (١٠٧٥ ه‍) ، كذا ب «الأصل».

    والّذي يظهر من هذا : أنّه بعد رجوعه من صنعاء .. لم تطب نفسه بالمقام في سيئون على الذّلّة والمهانة بعد الملك والعزّة ، وعزّ عليه أن يتوجّع له صديق أو يشمت به عدوّ .. فابتنى له دارا بهذا السّحيل ، ولم يقم بسيئون إلّا ريثما عمّر الدّار ، ثمّ عمّر بشماله مسجدا لا يزال معمورا إلى اليوم ، وهو خارج عن سور السّحيل القبليّ ، ومع ذلك فإنّهم يجمّعون فيه (١).

    وحصن بدر ومسجده ـ حسبما يقول الشّيخ المعمّر أحمد بن عبود الزّبيديّ ـ أوّل ما بني بتاربه ، وما كانت قبل ذلك ـ إذا استثنينا سمل حسبما يعرف ممّا يأتي فيها ـ إلّا مرعى وبعض خيام ينتجعها العوامر إذا أجدب نجدهم وقلّ عليهم الماء فيه.

    أمّا في وقت الخصب .. فإنّهم لا يقنعون بتاربه في جنب خيراته الفائضة وأراضيه الخصبة وكان للعوامر ـ في حاضرهم وباديهم ـ شهامة كما يقول حسّان [في «ديوانه» ٤٢٣ من الطّويل] :

    لنا حاضر فعم وباد كأنّه

    شماريخ رضوى عزّة وتكرّما (٢)

    ومن سكّان السّحيل هذا جماعة من ذرّيّة السّيّد عيدروس بن سالم بن عمر بن الحامد ابن الشّيخ أبي بكر بن سالم ؛ منهم :

    السّيّد صالح بن أحمد بن صالح. وأخوه سالم بن أحمد بن صالح.

    فأمّا سالم .. فبقي بالسّحيل إلى أن مات ، وخلّف أولادا ؛ منهم : السّيّد

    __________________

    (١) يجمعون فيه : يصلّون فيه الجمعة.

    (٢) فعم : كثير. شماريخ رضوى : أعاليه.