• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • القسم الأول

  • القسم الثاني

  • القسم الثالث

  • أو قول البحتريّ [في «ديوانه» ١ / ١٠٠ من الطّويل] :

    فلا تذكرا عهد التّصابي فإنّه

    تقضّى ـ ولم نشعر به ـ ذلك العصر

    ومن خير ما في هذا الموضوع قول متمّم [من الطّويل] :

    فلمّا تفرّقنا كأنّي ومالكا

    لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

    وكنّا كندماني جذيمة برهة

    من الدّهر حتّى قيل لن نتصدّعا

    ولقد شهد بعض ذلك السّائح الباسقيّ ، فقال : (إنّي لأرثي لمن يفارق هذه الدّيار ، وأتصوّر أنّ حنينه يطول وبكاءه يدوم).

    لكنّ الزّمان جفول ؛ فبينما هم في ظلّ عيش غفول .. إذ تضيّفت الشّمس للأفول ، ولم يبق إلّا القليل ، الّذي لا يروي الغليل.

    يا منزلا أعنقت فيه الجنوب على

    رسم محيل وشعب غير ملتئم

    هرمت بعدي والرّبع الّذي أفلت

    منه بدورك معذور على الهرم (١)

    ولقد وصفته في يوم غام ضحاه ، وأرجف رعده برحاه ، وتخيّلت عهد الأشياخ ، فقلت من مطوّلة [من الخفيف] :

    في رياض من النّخيل تلاقى ال

    ماء فيها من السّما والسّواني

    طبن مرأى ومسمعا ومذاقا

    وخيالا بذكريات حسان

    ملعب اللهو مسقط الرّأس مأوى ال

    غيد من هاشم سباط البنان

    سادة يملأ الزّمان سناهم

    بهجة من فلانة وفلان

    وأسعد ما شهدت من زمانه العام الّذي اخترف بقربه سيّدي وشيخي الأستاذ الأبرّ مسند الدّنيا : عيدروس بن عمر ، وهو عام (١٣٠٧ ه‍) ، فلقد عظمت تلك السّنة المنّة ، حتّى كأنّما استرقت الأيّام من الجنّة ، وكانوا أوّل الخريف في جدب ، فلمّا

    __________________

    (١) البيتان من البسيط ، وهما لأبي تمّام في «ديوانه» (٢ / ٩٣). أعنقت : سارت مسرعة. الرّسم : ما لصق بالأرض من آثار الدّيار. محيل : دارس.