• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • شعراء الحسين ( ع ) في القرن الأول
  • شعراء الحسين ( ع ) في القرن الثاني
  • شعراء الحسين ( ع ) في القرن الثالث
  • 📷

    قال فمات الشافعي فأشترى أشهب من تركته عبداً ، ثم مات أشهب فأشتريت انا ذلك العبد من تركته . قال المسعودي حدثني فقير ابن مسكين عن المزني ـ وكان سماعنا من فقير بمدينة أسوان بصعيد مصر ـ قال : قال المزني دخلت على الشافعي غداة وفاته فقلت له : كيف اصبحت يا ابا عبد الله ، قال : اصبحت من الدنيا راحلاً ، ولإخواني مفارقاً وبكأس المنية شارباً ولا ادري الى الجنة تصير روحي فاهنيها أم الى النار فأعزّيها ، وانشأ يقول :

    ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي

    جعلت الرجا مني لعفوك سلَّما

    تعاظمني ذنبى فلما قرنته

    بعفوك ربي كان عفوك أعظما

    وللشافعي في مدح السفر :

    ما في المقام لذي عقل وذي أدب

    من راحةٍ فدعِ الأوطان وأغترب

    سافر تجد عوضاً عمن تفارقه

    وانصب فان لذيذ العيش في النصب

    إني رأيت وقوف الماء يفسده

    إن سال طاب وإن لم يجر لم يطب

    الأسد لولا فراق الغاب ما افترست

    والسهم لولا فراق القوس لم يصب

    والشمس لو وقفت في الفلك دائمة

    لملها الناس من عجم ومن عرب

    والتبر كالترب ملقى في أماكنه

    والعود في أرضه نوعٌ من الحطب

    فان تغرّب هذا عزّ مطلبه

    وإن تغرب ذاك عزّ كالذّهب

    وله في المؤاخاة :

    إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفاً

    فدعه ولا تكثر عليه التأسفا

    ففي الناس أبدال وفي الترك راحة

    وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا

    فما كل من تهواه يهواك قلبه

    ولا خير في ود يجيء تكلفا

    إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة

    ولا كل من صافيته لك قد صفا

    ولا خير في خل يخون خليله

    ويلقاه به بصر المودة بالجفا