• الفهرس
  • عدد النتائج:

فرقّ له عثمان ، وقال له : قد وليتك العراق (١).

ونهج الوليد بن عقبة في الكوفة ، حياة خاصّة كلّها خلاعة ومجون ، والتفّ حوله من هو على شاكلته ، يقضون الليالي بشرب الخمور.

وقد زاره يوما" أبو زبيد الطائي" (٢) فأسكنه في دار عقيل بن أبي طالب" الّتي تقع في باب المسجد" ثمّ وهبه تلك الدار ، فكان أبو زبيد يخرج من منزله ويذهب إلى الوليد مارا بساحة المسجد ، فيسمر عنده ويشرب معه ، ثمّ يعود إلى منزله بنفس الطريق ، وهو سكران ، " فكان ذلك أول الطعن من أهل الكوفة على الوليد" (٣).

وعند ما ذهب الوليد بن عقبة إلى الكوفة (أميرا عليها) دخل على سعد بن أبي وقّاص وسلّم عليه بالأمرة ، وجلس معه ، فقال له سعد : ما سبب مجيئك؟ فقال الوليد : أحببت زيارتك. فقال سعد : وهل هناك من أخبار؟ قال الوليد : (... لكنّ القوم احتاجوا إلى عملهم ، فسرّحوني إليه ، وقد استعملني أمير المؤمنين على الكوفة). فأطرق سعد رأسه مليا ثمّ قال : (والله ما أدري ، أصلحت بعدنا ، أمّ فسدنا بعدك؟!!)

وقيل إنّه قال : (ما أدري ، أحمقت بعدك ، أمّ كيّست بعدي) (٤). ثمّ قال (٥) :

خذيني فجرّيني ضباع وأبشري

بلحم امرئ لم يشهد اليوم ناصره

وكان الخليفة عثمان بن عفّان قد نفى كعب بن ذي الحبكة عن الكوفة

__________________

(١) العراق : الكوفة.

(٢) أبو زبيد الطائي : نديم الوليد أيّام توليته الكوفة.

(٣) أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ٥ / ١٣٥.

(٤) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٣ / ٨٢.

(٥) أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ٥ / ١٢٣ وابن أبي الحديد ـ شرح نهج البلاغة. ج ١٧ / ٢٢٨.